تواصل قوات الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الخامس عشر، عبر تنفيذ عمليات تفجير ونسف لمنازل الفلسطينيين في مناطق شرق غزة ورفح وخان يونس، بالتوازي مع تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في صفوف آلاف النازحين مع اقتراب فصل الشتاء.

وأفادت مصادر محلية أن جيش الاحتلال نفذ، فجر اليوم السبت، سلسلة من التفجيرات استهدفت ما تبقى من منازل الفلسطينيين داخل ما يعرف بـ"الخط الأصفر" شرق مدينة غزة، حيث سمع دوي الانفجارات من المحافظة الوسطى، تزامناً مع إطلاق قنابل إنارة في سماء بركة الشيخ رضوان.

كما وثّقت مقاطع مصوّرة نشرت مساء الجمعة عمليات نسف مماثلة لمنازل في رفح وخان يونس، ما حال دون عودة النازحين إلى بيوتهم الواقعة ضمن المناطق التي لا يزال الاحتلال يمنع الوصول إليها، فيما أُصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال شرق مخيم البريج وسط القطاع.


من جهة أخرى، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الجيش الأميركي بدأ تشغيل طائرات استطلاع مُسيرة فوق قطاع غزة في إطار جهد مشترك مع كيان الاحتلال لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن هذه العمليات تجري ضمن خطة لتأمين مركز التنسيق المدني العسكري الذي أنشأته القيادة المركزية الأميركية جنوب الأراضي المحتلة الأسبوع الماضي.

وفي السياق السياسي، أعلنت الفصائل الفلسطينية موافقتها على تشكيل لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع المستقلين (التكنوقراط) لتولي إدارة الشؤون المدنية والخدمات الأساسية بالتعاون مع "الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية"، إلى جانب لجنة دولية للإشراف على إعادة الإعمار وفق مبادئ الشفافية والمساءلة الوطنية، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل.

أما في الجانب الإنساني، فقد أكد مدير الإغاثة الطبية في غزة أن الخدمات الصحية الأولية ما زالت متعثرة بسبب شح الإمكانيات وضعف الإمدادات الطبية، مشيراً إلى أن العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية أصبحت ضرورة ملحّة لسكان القطاع، معربًا عن أمله في إدخال المعدات اللازمة "لينتعش القطاع الصحي، ويعود أفضل مما كان عليه".

من جهتها، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أن الحاجة إلى المأوى والدفء تزداد مع اقتراب الشتاء، مؤكدة امتلاكها المواد اللازمة المخزنة في الأردن ومصر، لكنها لا تزال ممنوعة من إدخالها إلى القطاع. وطالبت الوكالة بالسماح لها باستئناف دورها الكامل في إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وفي السياق ذاته، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية كيان الاحتلال إلى الامتثال لالتزاماته الدولية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تنفيذًا لرأي محكمة العدل الدولية الصادر في 22 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وقالت بلقيس الجراح، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في المنظمة، إن المحكمة "أقرت بضرورة أن ينهي الاحتلال حملته ضد أونروا ويتوقف عن استخدام تجويع المدنيين كسلاح حرب".

وحذّرت المنظمة من أن معاناة الفلسطينيين ستتواصل ما لم يرفع الحصار، وتُستعد الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ورعاية صحية، داعية إلى ضغط دولي فوري على حكومة الاحتلال للسماح بدخول مساعدات "أونروا" دون قيود.

وفي موازاة ذلك، حذّر خبراء أمميون من مخاطر أطنان الذخائر غير المنفجرة المنتشرة بين السكان وتحت الركام في غزة، مؤكدين أن إزالتها تحتاج إلى أكثر من عشرين عاماً؛ بسبب حجم الدمار الهائل.

وقال خبير إزالة المتفجرات في منظمة "هيومانيتي آند إنكلوجن" إن مستوى التلوث في غزة مرتفع جدًا، موضحًا أن استخراج الذخائر سيستغرق ما بين 20 و30 سنة، ويتطلب معدات متطورة خاصة بإزالة الألغام.
 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين- وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد