حذّرت منظمة "يونيسف" من ضياع جيل كامل من أطفال قطاع غزة مع استمرار توقف التعليم للسنة الثالثة على التوالي ودمار شبه كامل للبنية التحتية التعليمية جراء حرب الإبادة التي يشنّها كيان الاحتلال.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوار بيغبيدر، عقب زيارته للقطاع، إنّ "ثلاث سنوات مضت دون تعليم فعلي، وإذا لم يبدأ التعليم في شباط/فبراير المقبل سندخل عاماً رابعاً بلا مدارس، وحينها سنكون أمام جيل ضائع".
وأوضح أن نحو 80% من مساحة غزة مدمّرة بالكامل، وأن 85% من المدارس خرجت عن الخدمة، بينها 142 مدرسة دُمّرت كلياً و80 مدرسة تحتاج ترميماً عاجلاً.
وأشار إلى أن "يونيسف" أنشأت مراكز تعليم مؤقتة تستوعب فقط سدس عدد الطلاب، يتلقون فيها دروساً محدودة ثلاثة أيام أسبوعياً في ظروف قاسية داخل خيام أو هياكل بسيطة.
وبيّن أن وكالة "أونروا" أطلقت برنامج تعليم إلكتروني يستهدف نحو 290 ألف طالب، رغم الهجوم السياسي الأميركي المتواصل على الوكالة، ما يهدّد مستقبل العملية التعليمية في القطاع.
ويأتي تحذير "يونيسف" في ظل أرقام كارثية أصدرتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، التي أعلنت أنّ حرب الإبادة على غزة أدّت إلى استشهاد أكثر من 18 ألف طالب وإصابة نحو 31 ألفاً، إضافة إلى تدمير 118 مدرسة كلياً وتضرّر مئات المدارس الأخرى، فيما تجاوزت خسائر الجامعات 200 مليون دولار.
كما أشارت الوزارة إلى أنّ أكثر من 600 ألف طفل باتوا خارج أي تعليم نظامي، ما يجعل استعادة العملية التعليمية تحدياً وجودياً يرتبط بإدخال مواد البناء والمستلزمات التعليمية التي يمنعها الحصار المستمر.
وختم بيغبيدر تصريحه بالتأكيد أنّ "إعادة التعليم إلى أطفال غزة ضرورة لا تقل أهمية عن المساعدات الغذائية، فالغذاء هو البقاء، والتعليم هو الأمل".
