افتتحت جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية مركزًا طبيًا متطورًا في مخيم البص جنوب لبنان، مجهزًا بكافة الإمكانات اللازمة للاستجابة لأي حالة طارئة، في خطوة وصفت بأنها ثمرة للدروس المستفادة من تجربة الحرب الأخيرة وما رافقها من تحديات إنسانية وصحية كبرى.
ويعد مركز حمزة الطبي، التابع للجمعية، أحد أبرز المراكز الصحية العاملة في الجنوب، وقد تأسس عام 1994 لتقديم خدمات طبية متكاملة عبر أقسامه المختلفة التي تشمل الصيدلية، المختبر، الأشعة والتصوير الصوتي، وعيادات الأسنان، إلى جانب العيادات التخصصية في مجالات النسائية، الأطفال، القلب والشرايين، المسالك البولية، الجهاز الهضمي، الجراحة العامة، جراحة المفاصل والأعصاب، التغذية العلاجية، وأمراض الجلد.
وفي تصريح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أوضح أحد مسؤولي المركز أن افتتاح قسم الطوارئ الجديد يمثل "خطوة محورية في تطوير الخدمات الصحية المقدمة في المنطقة"، مؤكدًا أن القسم مجهّز لاستقبال جميع الحالات المستعجلة وتقديم الرعاية الطبية "بغض النظر عن الجنسية أو العمر"، في إطار رسالة الجمعية الإنسانية.
من جانبه، أشار أحد الأطباء العاملين في المركز إلى أن قسم الطوارئ "يستقبل جميع الحالات من إسعافات أولية، أزمات قلبية، هبوط في السكر، وارتفاع ضغط الدم"، مضيفًا أن الطاقم الطبي "مؤهّل ومجهّز للتعامل مع أي طارئ محتمل، بما في ذلك السيناريوهات الناتجة عن اندلاع حرب جديدة، لا قدّر الله".
كما أكد أحد كوادر الجمعية أن "جمعية الشفاء" لعبت دورًا محوريًا في الاستجابة لأزمات كبرى خلال السنوات الماضية، بدءًا من جائحة كورونا، مرورًا بانفجار مرفأ بيروت، وصولاً إلى الحرب الأخيرة في لبنان، حيث كان لمراكزها الطبية وفرقها الميدانية ونقاط الإسعاف والطوارئ دور حاسم في إنقاذ الأرواح وتقديم الدعم الطبي في المناطق المتضررة.
وأوضح أحد الأطباء أن المركز مثّل خلال الحرب الأخيرة "نقطة ارتكاز رئيسية لمنطقة مخيم البص وضواحيه، بما في ذلك الزراعة، المعشوق، المساكن، وصور"، إذ قدّم خدمات علاجية ميدانية، ونقل المصابين، ووفّر العلاجات الطارئة للحالات الناتجة عن القصف والإصابات الحربية.
وفي سياق متصل، قالت إحدى الكادرات في المركز إن الفريق الطبي "يسعى إلى أن يكون على جهوزية دائمة لأي طارئ، سواء كان ناجمًا عن حرب أو كارثة صحية"، مؤكدة أن العمل مستمر لتطوير قسم الطوارئ وتوسيع قدراته بما يواكب الاحتياجات المتزايدة للسكان.
شاهد/ي التقرير
