في مواجهة موجة التحريض السياسي المتصاعد ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، جددت الأمم المتحدة دعمها الكامل للوكالة، مؤكدة أنها تشكل العمود الفقري للعمل الإنساني في قطاع غزة، وأنّ استهدافها سياسي بامتياز يهدف إلى شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وتقويض الدور الأممي في إنقاذ المدنيين.

وجاء الموقف الأممي ردًا مباشرًا على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، التي استبعد فيها أي دور مستقبلي للوكالة بزعم ارتباطها بحركة "حماس"، في تناغم واضح مع الحملة "الإسرائيلية" المستمرة منذ أشهر لإنهاء تفويض الوكالة ووقف عملها في غزة.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إنّ "أونروا" تمثّل العمود الفقري لعمليات الأمم المتحدة الإنسانية في غزة، وتؤدي دورًا محوريًا في إيصال المساعدات وحماية المدنيين، مشددًا على أن الوكالة لا تربطها أي علاقة مؤسسية بحماس.

وأضاف حق أن الأمم المتحدة تحققت من وجود حالات فردية محدودة جرى التعامل معها فورًا بفصل أصحابها، مؤكدًا أن الوكالة وبقية الهيئات الأممية تواصل العمل في ظروف بالغة الصعوبة لتقديم المساعدة لسكان القطاع المحاصر.

وأوضح أن "أونروا" تظل الشريان الأساسي للإغاثة في غزة وسط حرب الإبادة التي يشنّها كيان الاحتلال، رافضًا محاولات تسييس عملها أو تقويض تفويضها القائم من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويأتي الموقف الأممي الجديد استكمالًا للردود التي صدرت خلال اليومين الماضيين من داخل الوكالة نفسها، بعد أن وصف المتحدث باسم "أونروا" في غزة عدنان أبو حسنة تصريحات الوزير الأميركي بأنها "موقف سياسي لا علاقة له بعمل الوكالة الإنساني"، مؤكدًا أنّ محكمة العدل الدولية أثبتت حيادية "أونروا" ورفضت مزاعم الاحتلال بشأن اختراقها من قبل حماس.

وشدد أبو حسنة حينها على أنّ الوكالة لا بديل عنها في تقديم المساعدات الإنسانية، وأنّ استهدافها سياسي هدفه تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، مضيفًا أنّ من يريد إنهاء خدماتها عليه أن يتوجّه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويصوّت على ذلك هناك.

ويأتي هذا التصعيد السياسي في ظل حملة متواصلة من التحريض "الإسرائيلي" ضد "أونروا"، وتماهي بعض التصريحات الأميركية معها، ما تعتبره الوكالة محاولة لتجريدها من دورها الإنساني والقانوني في غزة، تمهيدًا لشطب قضية اللاجئين من أي تسوية سياسية مستقبلية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد