دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد) إلى فتح تحقيق عاجل من أجل تحديد الجهات أو الأفراد الذين تغاضوا أو استفادوا من انتشار تجارة المخدرات داخل مخيم شاتيلا في بيروت خلال السنوات الماضية، مؤكدة أن استمرار هذا الواقع يشكّل خطراً مباشراً على أمن اللاجئين الفلسطينيين والاستقرار المجتمعي اللبناني.

وطالبت المؤسسة في بيان لها بـ تشكيل لجنة فلسطينية–لبنانية مشتركة لمتابعة ملف مكافحة المخدرات داخل المخيمات، وضمان التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية في إطار يحفظ السيادة ويحمي حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

كما شدّدت على ضرورة إطلاق حملة توعية مجتمعية وحقوقية في المدارس والمراكز الاجتماعية داخل المخيمات لمواجهة هذه الآفة، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية.

موضوع ذو صلة: الأمن الوطني يغلق غرف المخدرات بمخيم شاتيلا ويحولها إلى مقرات عسكرية

وأكدت (شاهد) أنّ الفصائل الفلسطينية تتحمل مسؤولية أخلاقية ووطنية في دعم أي تحرك يهدف إلى حماية النسيج الاجتماعي ومنع الفلتان الأمني، داعية وسائل الإعلام اللبنانية إلى تغطية الأحداث بمسؤولية بعيداً عن شيطنة المخيمات أو اللاجئين، مع التركيز على الأسباب البنيوية المرتبطة بالحرمان والتهميش.

وأوضحت المؤسسة أنّ متابعتها لما يجري في مخيم شاتيلا تأتي على خلفية الأحداث الأخيرة التي هزّت المخيم، بما في ذلك حادثة مقتل الشاب اللبناني إيليو أبو حنا، التي كشفت عن عمق الأزمة الأمنية والاجتماعية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.

 

ويُعدّ مخيم شاتيلا، الذي أُنشئ عام 1949، من أكثر المخيمات الفلسطينية اكتظاظا في بيروت، حيث يعيش سكانه في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة تتّسم بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وضعف البنية التحتية والخدمات الأساسية، إضافة إلى تدهور الأوضاع البيئية والصحية نتيجة الاكتظاظ والرطوبة وغياب شبكات الصرف الصحي السليم.

وأكدت (شاهد) أنّ ظاهرة انتشار المخدرات في شاتيلا ليست جديدة، بل هي نتيجة تراكم سنوات من الإهمال والتقصير وغياب المعالجة الجذرية من الجهات الفلسطينية المعنية، مشيرةً إلى أن التحركات الشعبية الأخيرة في المخيم تؤكد أن المجتمع الفلسطيني لا يزال حيّاً ورافضًا لتحويل المخيمات إلى بؤر خارجة عن القانون، وأن الإرادة الشعبية أقوى من شبكات المصالح التي تستفيد من بقاء هذا الواقع المنحرف.

وختمت المؤسسة بيانها بالتأكيد أن مكافحة آفة المخدرات في المخيمات مسؤولية جماعية تتطلب تحقيقًا ومساءلة حقيقية، لحماية كرامة اللاجئين وضمان أمنهم واستقرارهم داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.

موضوع ذو صلة: إعلام لبناني يستهدف مخيم شاتيلا بعد جرائم القتل الأخيرة.. والأهالي يردّون

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد