انطلقت فعاليات الدورة الثالثة لـملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، ظهر اليوم الجمعة 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، في مدينة إسطنبول التركية، بمشاركة نحو 220 شخصية اعتبارية من فلسطين والشتات، إلى جانب ممثلين عن الجاليات والمؤسسات والهيئات الفلسطينية حول العالم.

ويأتي انعقاد الملتقى تحت عنوان: "وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير"، في محاولة لتجاوز الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل ما تمرّ به القضية من تحديات غير مسبوقة.

ويعقد الملتقى بمبادرة من المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وتستمر فعالياته على مدى يومي الجمعة والسبت، متضمنة جلسات نقاشية تعالج قضايا النظام السياسي الفلسطيني، ودور الفلسطينيين في الشتات في صناعة القرار، ومستقبل إدارة غزة، إضافة إلى مناقشة سبل تجاوز الانقسام وتطوير المؤسسات الفلسطينية، ودور الإعلام والمجتمع المدني في دعم الوحدة.

دعوات لتعزيز الوحدة ومواجهة المخططات "الإسرائيلية"

وفي الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج منير شفيق أهمية الملتقى في ظل التحديات المصيرية التي يواجهها الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الانتقال من مرحلة الحرب إلى "شبه الحرب" في قطاع غزة يعكس خطورة المرحلة الحالية.

وحذّر شفيق من محاولات تمرير مخططات سياسية موازية، أبرزها خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مؤكداً ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية والتصدي لأي مشاريع تهدف إلى إضعافها.

بدوره، شدد القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر هشام أبو محفوظ على أهمية مواجهة مشاريع تهجير الفلسطينيين ومحاولات فرض وصاية دولية على غزة، معتبراً أن استمرار محاولات إسكات المقاومة يتطلّب دعماً سياسياً وشعبياً صلباً.

وأشار إلى أن الملتقى يجمع شخصيات فلسطينية من توجهات مختلفة بهدف الخروج بمواقف موحدة تعزّز مشاركة الشعب الفلسطيني في عملية صنع القرار الوطني.

البرغوثي: نواجه معركة بقاء تتطلب قيادة موحدة

وفي مداخلة سياسية وصفت بأنها من أبرز مداخلات الافتتاح، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن الشعب الفلسطيني يخوض "معركة بقاء" تتطلب إنهاء الانقسام والتوحد خلف قيادة وطنية موحدة.

وانتقد البرغوثي المعايير الدولية التي تطالب بنزع سلاح "المظلوم الذي يدافع عن نفسه" بينما تتجاهل سلاح "المجرم الذي يرتكب الإبادة"، مؤكداً أن إدارة قطاع غزة يجب أن تكون فلسطينية خالصة ومنبثقة من إرادة الشعب.

وتتناول جلسات الملتقى قضايا موسعة تبحث مستقبل القضية الفلسطينية، والمواقف العربية والإسلامية والدولية تجاهها، إلى جانب قضايا ترتيب البيت الداخلي، وتحقيق التوافق الوطني، ومستقبل صناعة القرار الفلسطيني، ودور فلسطينيي الخارج. وسيُختتم الملتقى بعقد مؤتمر صحفي لإعلان البيان الختامي والتوصيات الصادرة عن المشاركين.

ويكتسب الملتقى هذا العام أهمية خاصة بعد عامَي حرب الإبادة التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة، وما تلاها من تصاعد حملات التهجير القسري في القطاع والضفة الغربية، وتغوّل الاستيطان ومحاولات الضم، وتداعيات المبادرات الدولية والأميركية المرتبطة بوقف إطلاق النار.

يذكر أن الملتقى انطلق لأول مرة عام 2023 كمبادرة حرة تجمع مختلف أطياف الشعب الفلسطيني خارج الأطر الحزبية والتنظيمية، سعياً لبلورة مواقف وطنية مشتركة تعكس تطلعات الفلسطينيين في الداخل والشتات.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد