جدد وزير ما يسمى الأمن القومي "الإسرائيلي" "إيتمار بن غفير" تهديده بهدم قبر الشييخ الشهيد عز الدين القسام الواقع في مقبرة القسام ببلدة الشيخ المهجّرة قرب مدينة حيفا، وذلك بعد يوم من إشرافه المباشر على إزالة خيمة كانت قد نُصبت بالقرب من الضريح من قِبل لجنة الوقف الإسلامي.
ونشر بن غفير، أمس الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر، مقطع فيديو على حسابه في منصة "تلغرام" ظهر فيه وهو يكرر التهديد بإزالة القبر، قائلاً:"هذه أراضينا وأراضي دولة إسرائيل. هذه خطوة أولى ومهمة لإخراج الاستعراض التحريضي المسمى قبر عز الدين القسام من هنا".
وأضاف:"هذا عمليًا فرض للسيطرة والنظام، وأنا فخور بعمل سلطة فرض القانون".
وفي منشور آخر على منصة "إكس"، تعنت بن غفير بموقفه قائلًا: "يجب هدم قبر الإرهابي البارز عز الدين القسام… لقد اتخذنا الخطوة الأولى صباح أمس"، في إشارة إلى إزالة الخيمة واللافتات ومعدات الوقف.
وكانت الشرطة "الإسرائيلية" قد أقدمت، الأربعاء، على إزالة خيمة أقامتها لجنة الوقف الإسلامي قرب ضريح القسام داخل المقبرة التاريخية، إلى جانب إزالة لافتة تعريفية بالمقبرة ووحدة للطاقة الشمسية، وذلك بموجب أمر هدم رسمي.
تغطية صحفية|| الوزير المتطرف والمحرّض "ايتمار بن غفير" يهدد بهدم قبر الشهيد عز الدين القسام في بلد الشيخ قرب #حيفا المحتلة pic.twitter.com/W0V4SZT8JL
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) December 11, 2025
وقال حزب الوفاء والإصلاح داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في بيان: إن الشرطة اقتحمت المكان "بأعداد كبيرة وفي طقس ماطر"، معتبرًا أن العملية "جزء من جهود إسرائيلية متضافرة للإجهاز على ما تبقى من أرض المقبرة"، كما حذر من تصاعد التهديدات السياسية الرامية إلى إزالة القبر نفسه.
وأضاف الحزب: "ندين هذا الاعتداء وكافة الاعتداءات على مقدساتنا، وندعو إلى تضافر الجهود ووحدة الموقف أمام هذه الهجمة المسعورة التي باتت تطال كل ما هو عربي وفلسطيني".
ويأتي التهديد الجديد ضمن سلسلة تصريحات أطلقها "بن غفير" في الأشهر الأخيرة، دعا خلالها مرارًا إلى هدم قبر القسام بحجة أنه "موقع للتحريض" وقد سبق أن أثار مواقف مشابهة خلال جلسات لجنة الداخلية في الكنيست، مطالبًا بلدية حيفا بتنفيذ الهدم على الفور.
ويُعد الشيخ عز الدين القسام (1883–1935) أحد أبرز الشخصيات في تاريخ النضال الفلسطيني والإسلامي حيث وُلد في جبلة على الساحل السوري، وقاد حركات المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا قبل انتقاله إلى فلسطين، حيث قاد انتفاضة مسلحة ضد قوات الاحتلال البريطاني.
واستشهد القسام عام 1935 في اشتباك قرب جنين، وكان لارتقائه دور بارز في إشعال الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936. وتخليدًا لاسمه، أطلقت حركة "حماس" اسمه على جناحها العسكري ليصبح "كتائب الشهيد عز الدين القسام".
وتُعد مقبرة القسام من أهم المقابر التاريخية في الجليل، وقد تعرّضت خلال العقود الماضية لسلسلة اعتداءات، بينها تخريب القبور ومحاولات اقتطاع أراضٍ لصالح مشاريع بنية تحتية استيطانية، وتتصاعد المخاوف حاليًا من أن تكون إزالة الخيمة مقدمة لهدم الضريح، خاصة في ظل الخطاب السياسي المتشدد لحكومة الحرب بقيادة "بنيامين نتنياهو" والذي يتصدره "بن غفير".
