تتواصل معاناة مئات آلاف النازحين في قطاع غزة مع تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن منع إدخال مواد الإيواء وتضرر مخيمات النزوح بفعل المنخفضات الجوية، وسط تحذيرات أممية ومحلية من كارثة متصاعدة تهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص مع دخول فصل الشتاء.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة: إن نحو 1.5 مليون نازح يعيشون في مخيمات تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، مؤكدًا أن مئات آلاف العائلات تقيم داخل خيام مهترئة تضررت بفعل الحرب والمنخفضات الجوية المتتالية.

وأوضح الثوابتة أن القطاع بحاجة عاجلة إلى 300 ألف خيمة جديدة، في حين لم يدخل سوى 20 ألف خيمة فقط منذ وقف إطلاق النار قبل شهرين، ما أدى إلى أزمة إيواء خانقة.

22 ألف خيمة متضررة بالكامل وغرق عشرات آلاف الخيام

وأشار الثوابتة إلى أن المنخفض الجوي الأخير أدى إلى غرق عشرات آلاف الخيام وتحويل المخيمات إلى مساحات غارقة بالوحل والمياه، لافتًا إلى تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بالكامل، بما يشمل الشوادر والبطانيات ومواد العزل.

وأضاف أن أماكن الإيواء الطارئة انهارت بالكامل في مناطق عدة، إلى جانب تعطل شبكات المياه المؤقتة واختلاطها بمياه الأمطار، ما فاقم من مخاطر انتشار الأمراض.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي: إن 10 نقاط طبية متنقلة تعطلت نتيجة غرق الطرق وفقدان المستلزمات، ما أدى إلى صعوبات كبيرة في وصول الطواقم الصحية إلى النازحين الذين فقدوا الحد الأدنى من مقومات الحياة ويعيشون بلا حماية من البرد والرياح والأمطار.

من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة عن انهيار ثلاثة مبانٍ في مدينة غزة بفعل المنخفض، دون وقوع إصابات.

وحذر الدفاع المدني من السكن في المباني الآيلة للسقوط، مشيرًا إلى انهيار مبنى على قاطنيه في حي الزيتون جنوبي شرق المدينة.

المجلس النرويجي للاجئين: دخول مواد الإيواء شبه متوقف

بدوره قال المجلس النرويجي للاجئين: "إن شهرين بعد وقف إطلاق النار لم يدخل إلى غزة سوى كميات ضئيلة جدًا من مواد الإيواء"، مؤكداً أن 1.29 مليون شخص لا يزالون بلا مأوى مناسب للنجاة خلال الشتاء.

وأشار المجلس إلى أن غزة تحتاج بشكل عاجل إلى آليات ثقيلة ومواد إيواء ومعدّات لمنع حدوث فيضانات كارثية في ظل تدهور البنية التحتية وانسداد قنوات تصريف المياه.

وحملت حركة حماس الاحتلال "الإسرائيلي" المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية، مؤكدة أن منع إدخال مواد الإيواء يمثل انتهاكًا خطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت الحركة أن الاحتلال يمارس مماطلة وتنصلًا من التزاماته، داعية الوسطاء والضامنين إلى الضغط على "إسرائيل" للسماح بإدخال مواد الإيواء وفتح معبر رفح بالاتجاهين.