دحض المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس 11 كانون الأول/ديسمبر، تصريحات السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة "مايك والتز" بشأن دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة، واصفاً إياها بأنها "مضللة ومخالفة للوقائع الموثّقة"، ومحاولة لتبرئة الاحتلال من جريمة الحصار وتجويع المدنيين.
وأوضح المكتب في بيان أن البيانات الميدانية تؤكد وجود منهجية واضحة في عرقلة إدخال المساعدات، رغم الالتزامات القانونية الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية ذات الصلة.
ووفق البيان، فقد دخل القطاع منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار قبل 62 يوماً 14,534 شاحنة فقط من أصل 37,200 شاحنة كان يفترض دخولها، أي بمتوسط يومي لا يتجاوز 234 شاحنة، ما يمثل نسبة التزام لا تتعدى 39%.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال لا يكتفي بتقليص الكميات بشكل كبير، بل يتحكم أيضاً في طبيعة المواد المسموح بإدخالها، حيث يسمح بسلع منخفضة القيمة الغذائية، ويمنع عشرات الأصناف الحيوية، من بينها الأغذية الأساسية والمستلزمات الطبية وقطع الغيار ومواد الطوارئ، دون أي مبرر قانوني أو إنساني.
ابقوا على اطللاع.. بوابة اللاجئين الفلسطينيين عبر تلجرام
وأكد المكتب الإعلامي أن ما يجري على المعابر هو "حصار ممنهج" يشمل تعطيلًا يوميًا، وفحصًا بطيئًا ومتعمدًا، وتقليصًا للكميات، ورفضًا لإدخال مواد أساسية، الأمر الذي يمنع استقرار الوضع الإنساني في القطاع.
وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة الإنسانية، داعياً إلى تحقيق دولي مستقل وشفاف بشأن آلية إدخال المساعدات.
وفي السياق ذاته، أكد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أن المؤسسات الدولية "عاجزة" ولا تقوم بالدور المطلوب لإدخال المساعدات والخيام ومستلزمات الإيواء، مشيرًا إلى أن الوفيات الناتجة عن الصقيع وانهيار الخيام هي نتيجة مباشرة للعدوان واستمرار الحصار.
ولفت إلى وجود خطر حقيقي يهدد السكان، وخاصة الأطفال، في حال استمرار تأخر دخول مواد الإيواء.
وتابع أن حالات سوء التغذية تتصاعد "بشهادة اليونيسف وباقي المنظمات الدولية"، في ظل خيارات محدودة أمام النازحين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للبقاء داخل خيام بالية أو بالقرب من منازلهم المدمرة.
من جهته، حذّر مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التي غمرتها مياه الأمطار خلال المنخفض الجوي الحالي.
وكان جهاز الدفاع المدني قد أعلن تلقيه خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 2500 نداء استغاثة من نازحين غمرت مياه الأمطار خيامهم، فيما غرقت آلاف الخيام في مناطق مختلفة منذ فجر الأربعاء نتيجة الأمطار الغزيرة، وسط تحذيرات من استمرار المنخفض حتى مساء الجمعة.
وتأتي هذه التطورات في ظل أوضاع معيشية وصحية متدهورة يعيشها مئات آلاف النازحين، مع انعدام مقومات الحياة الأساسية وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الضرورية، وتراجع الخدمات الحيوية بفعل الحصار "الإسرائيلي" المتواصل.
