قالت وكالة "رويترز": إن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" يجرون مناقشات متقدمة بشأن فرض عقوبات متعلقة بما يسمى "الإرهاب" على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في خطوة أثارت موجة واسعة من القلق داخل الولايات المتحدة نظرًا لما قد يترتب عليها من آثار إنسانية وسياسية عميقة.

ونقلت الوكالة عن مصدرين مطّلعين أن هذه المناقشات تجري على مستوى متقدم داخل دوائر الإدارة الأميركية، وسط مخاوف قانونية وإنسانية بالغة تُطرح داخل وزارة الخارجية الأميركية بشأن تداعيات خطوة كهذه على ملايين اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على خدمات الوكالة.

"أونروا": الاتهامات سياسية ولا أساس لها

وفي واشنطن، أعرب مدير مكتب "أونروا" "وليام ديري" عن "خيبة أمل" الوكالة من التقارير حول احتمال تصنيفها كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، واصفًا الخطوة بأنها غير مسبوقة وغير مبررة.

وقال ديري: إن أربع جهات مستقلة، بينها مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركي، حققت منذ كانون الثاني/ يناير 2024 في حيادية الوكالة، وتوصلت جميعها إلى النتيجة ذاتها ان "أونروا" جهة إنسانية محايدة لا غنى عنها في تقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من اقتحام شرطة الاحتلال "الإسرائيلي" مقر "أونروا" في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، حيث صادرت ممتلكات للوكالة ورفعت العلم "الإسرائيلي" مكان علم الأمم المتحدة، في خطوة أثارت إدانات واسعة.

وأدان المفوض العام لـ"اونروا، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، بشدة الاقتحام والمصادرة، محذرين من أن "إسرائيل" تعمل على تعطيل عمل الوكالة وربما التمهيد لتصفيتها بشكل كامل.

كما فجر الاقتحام موجة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، وسط تحذيرات من أن استهداف الوكالة بهذا الشكل يهدد بتعميق الأزمة الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

اقرأ/ي أيضا: تصاعد الإدانات الدولية لاقتحام "إسرائيل" مقر "أونروا" في القدس المحتلّة

وواجهت وكالة "أونروا" خلال العامين الماضيين اتهامات "إسرائيلية"، من بينها مزاعم مشاركة 12 موظفًا في عملية طوفات الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهي اتهامات نفتها الوكالة مرارًا.

كما اتهم وزير الخارجية الأميركي "ماركو روبيو" الوكالة بأنها أصبحت "تابعة لحماس"، في تصريحات اعتبرتها "أونروا" مسيّسة ولا تستند إلى تقارير التحقيق الدولية.

وعلى إثر ذلك، منعت "إسرائيل" الوكالة الأممية من العمل الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها شرقي القدس، وعلّقت التواصل الرسمي معها استنادًا إلى قرارات صادرة عن الكنيست.

ورغم الضغوط الأميركية و"الإسرائيلية"، منحت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، تفويضًا جديدًا لوكالة "أونروا" يمتد لثلاث سنوات، في تصويت حظي بتأييد الأغلبية الساحقة من دول العالم، بالتزامن مع اعتماد خمسة قرارات تخص القضية الفلسطينية.

وعلى مدى سبعة عقود، شكّلت وكالة "أونروا" شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين في مجالات التعليم والصحة والإغاثة والتوظيف، وكانت الجهة الأممية الوحيدة التي توثّق أوضاعهم ومخيماتهم، وتحافظ على هويتهم القانونية بوصفهم شعبًا مهددًا بالتهجير ينتظر العودة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين / وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد