شهد مخيم الرشيدية جنوب لبنان، اليوم الثلاثاء 16 كانون الأول/ديسمبر، توتراً أمنياً تطوّر إلى إطلاق نار متبادل، على خلفية خلافات تنظيمية داخلية ضمن حركة "فتح"، وفق ما أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم.
وأوضح مراسلنا أن التوتر اندلع عقب قرار تنظيمي بإعفاء نائب مسؤول وحدة عسكرية في المخيم وتعيين بديل عنه، ما فجّر خلافات داخلية سرعان ما تطورت إلى اشتباك مسلح.
ووفق المعطيات الميدانية، وقع الإشكال بين مسؤولين في حركة "فتح"، هما أحمد عنتر وجمال سلمون، حيث أقدم الأول على إطلاق النار باتجاه الثاني، ما أسفر عن إصابة شخصين بجروح. وبحسب المعلومات، فإن عدم تسليم المكاتب الإدارية في المخيم شكّل الشرارة المباشرة للاشتباك، إذ اندلع إطلاق نار شارك فيه كل من أحمد عنتر، وجمال السلمون، وحاتم كساب، وغانم ضاهر، وسط حالة من التوتر الشديد التي لا تزال مخيّمة على المكان حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
وفي السياق، أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين بأنه على تواصل مع مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صور، سمير الحلاق، الذي أكد قيادة جهود مكثفة لاحتواء الموقف ووقف إطلاق النار، والعمل على حل المشكلة بشكل فوري ومنع تفاقمها.
وأكدت مصادر ميدانية أن الاشتباكات جرت بين عناصر من حركة "فتح"، وأسفرت عن جريحين، في وقت سادت فيه أجواء من القلق بين سكان المخيم، مع سماع أصوات إطلاق النار في عدد من الأحياء.
وكان مخيم الرشيدية قد شهد، في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، توتراً أمنياً مماثلاً على خلفية إشكالات داخلية بين قيادات في حركة "فتح"، تخلّلها إطلاق نار محدود في بعض الأحياء. واندلع الاشتباك حينها نتيجة الضغوط التي مورست على أبو علاء دندشلي، الملقب بـ"الكاتو"، لتسليم مكتبه بعد قرار إقالته من منصب مسؤول الارتباط الفلسطيني في منطقة صور، غير أنه يرفض حتى الآن الامتثال للقرار أو تسليم المكتب للعقيد محمد السلمون.
وتأتي هذه التطورات في ظل تغييرات واسعة أجرتها السلطة الفلسطينية في رام الله، شملت إعادة هيكلة القوات الأمنية الفلسطينية في مخيمات لبنان، حيث كان وفد عسكري وإداري موفد من السلطة قد وصل إلى بيروت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي للإشراف المباشر على عملية الهيكلة.
