أعلنت مصادر فلسطينية عن استشهاد الشاب يوسف عمر عقل من بلدة بديا غرب سلفيت، اليوم الثلاثاء 23 كانون الأول/ديسمبر 2025، متأثرًا بإصابته الخطيرة التي تعرض لها قبل أيام برصاص قوات الاحتلال، أثناء محاولته الوصول إلى مكان عمله داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، في مسعى لتأمين لقمة العيش لعائلته.

وأفادت المصادر بأن عقل أصيب برصاصة في الصدر أطلقتها قوات الاحتلال قرب بلدة الرام شمال القدس المحتلة أثناء توجهه للعمل، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، قبل أن يُعلن عن استشهاده متأثرًا بإصابته.

ويعكس استشهاد عقل معاناة آلاف العمال الفلسطينيين الذين يضطرون يوميًا إلى اجتياز جدار الفصل العنصري وسلوك طرق التفافية وخطرة للوصول إلى أماكن عملهم، في ظل القيود المشددة والإغلاق المستمر الذي تفرضه سلطات الاحتلال على مدن وبلدات الضفة الغربية.

ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه عشرات آلاف العائلات الفلسطينية من تداعيات قرار سلطات الاحتلال سحب تصاريح العمل من أكثر من 120 ألف عامل فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم معدلات الفقر والبطالة، ودفع العمال إلى المخاطرة بحياتهم يوميًا بحثًا عن مصدر رزق.

وكان الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، قد سلّط الضوء قبل أيام على ما يتعرض له العمال الفلسطينيون في الضفة الغربية من حصار وإغلاقات متواصلة واقتحامات يومية، مؤكدًا أن هذه السياسات تشكّل جريمة مركّبة بحق العامل الفلسطيني، وتمسّ حقه الطبيعي في العمل والحياة الكريمة.

وأوضح سعد، في بيان صدر عن الاتحاد، إن السياسات المتبعة خلال أكثر من عامين أدت إلى فقدان أكثر من 500 ألف عامل فلسطيني لمصادر رزقهم، وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، تجاوزت 50% في الضفة الغربية، وأكثر من 84% في قطاع غزة، فيما بلغت نحو 44% في المناطق المحاصَرة، خاصة تلك القريبة من الحواجز العسكرية والمناطق المغلقة.

وأشار إلى أن الخسائر الاقتصادية التي تكبدها العمال الفلسطينيون تجاوزت 9 مليارات دولار، نتيجة منعهم من الوصول إلى أماكن عملهم داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948، إلى جانب تدمير القطاعات الإنتاجية المحلية، وعلى رأسها الزراعة والبناء والخدمات، بفعل الحصار العسكري المستمر منذ 27 شهرًا.

وبيّن سعد أن الاحتلال تسبب باستشهاد 44 عاملًا فلسطينيًا وإصابة مئات العمال، جراء استهدافهم بالرصاص الحي أثناء عملهم في الورش، أو خلال ملاحقتهم أثناء توجههم إلى أماكن عملهم، لا سيما قرب جدار الفصل والتوسع العنصري، إضافة إلى اعتقال أكثر من 34 ألف عامل خلال الأشهر الـ26 الماضية.

وحمّل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الخسائر البشرية والمالية الجسيمة، وعن استشهاد عشرات العمال على الحواجز العسكرية أو جراء اعتداءات المستعمرين، في انتهاك صارخ لاتفاقيات العمل الدولية واتفاقيات جنيف.

ووجّه الاتحاد نداءً عاجلًا إلى منظمة العمل الدولية (ILO)، والاتحاد الدولي للنقابات (ITUC)، والاتحاد العربي للنقابات (ATUC)، وكافة الاتحادات العمالية الحرة في العالم، مطالبًا بالتحرك الفوري والضغط لوقف سياسات العقاب الجماعي بحق العمال الفلسطينيين، وضمان حرية الحركة وحق الوصول إلى أماكن العمل، وتوفير الحماية الدولية للعمال، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الطبقة العاملة الفلسطينية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد