سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يحتفل العالم في الثالث من آيار/مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة ، ويعتبرُ هذا اليوم مناسبةً لإلقاء الضوء على المصاعب التي يواجهها الصحفيون لنقل الحقيقة وكذلك الانتهاكات التي تُرتكب بحقهم.
وفي صدد الحديث عن واقع الصحفيين في العالم، نستذكر عشرات الشبان و الشابات الفلسطينيين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة نقل حقيقة ما يجري في المخيمات الفلسطينية بسورية، إذ ما تزال وسائل الإعلام ممنوعة من الدخول ونقل مجريات ما يحدث.
ومن واقع الحصار الإعلامي الذي تتعرض له المخيمات مثل باقي المدن السورية، برز ناشطون إعلاميون متطوعون ساهموا في نقل حكاية المخيمات إلى العالم، وعبر الصورة والصوت والكلمة، وثقّوا كل ما يجري في مخيمات اليرموك ودرعا وخان الشيح وغيرها، ونشروا مشاهداتهم عبر صفحات الانترنت كما تحدثوا إلى الفضائيات وما زالوا عين ولسان المُحاصرين والمُصابين و الجوعى والمفجوعين .
يصرون على الاستمرار في هذه المهنة التي اختارتهم ولم يختاروها رغم ما يتعرضون له من مخاطر كالموت جراء الاشتباكات والقصف و الاستهداف المباشر أو الاعتقال.
فلسطينيون لم يوثق عددهم بالتحديد ارتقوا شهداء في المخيمات وهم يحملون كاميراتهم، قد لا تستطيع ذاكرة أبناء المخيمات حفظ أسمائهم جميعها لكنهم، دون أدنى شك، كانوا عيون المخيمات التي لولاها لما أدرك العالم حجم المأساة التي سيّقت إليها مخيمات الفلسطينيين في خضم الأزمة السورية.
من أبرز شهداء الصحافة الفلسطينيين في سوريا الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره "جمال خليفة" .. استشهد جراء قصف على مخيم اليرموك في الأول من نيسان عام ألفين وخمسة عشر ليلتحق بقائمة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الشهداء في اليرموك كأحمد كوسا وفادي وحازم أبو عجاج وحسان حسان وفي مخيمات أخرى كالمصور الصحفي طارق خضر من مخيم درعا وغيرهم الكثير ..
شكل آخر من الاستهداف تعرض له صحفيون فلسطينيون آخرون دفعوا حريتهم ثمناً لصوت الحقيقة وصورتها، فما يزال عشرات الصحفيين الفلسطينيين مغيّبين في أقبية النظام السوري و زنازينه، كنيراز سعيد الذي ساهم بشكل واسع في نقل صورة مخيم اليرموك خلال الحصار و اعتقل في الثاني من أيلول / سبتمبر عام 2015 بعد ثلاثة أشهر من مغادرته المخيم ومنذ ذلك الحين لا توجد أي معلومات عنه، شأنه في ذلك شأن الناشطين الإعلاميين من مخيم خان الشيح بريف دمشق بشار وعلي مصلح وأحمد جليل .
ومن الصحفيين الفلسطينيين المغيبيين في السجون السورية الصحفي مهند عمر الذي اعتقل في التاسع والعشرين من شباط / فبراير عام 2012 وما يزال مجهول المصير و الصحفي رامي حجو المصور في قناة القدس الفضائية .
تهديد الصحفيين الفلسطينيين بالإعتقال أو الموت دفع الكثير منهم للهرب خارج سوريا ، لا زال بعضهم يعمل بصوته وقلمه خارج الحدود السورية لإيصال ما يؤمن بأنه الحقيقة ، لكنهم رغم ذلك يبقون كغيرهم من فلسطينيي سوريا تائهين جدد في منافي بعيدة.
و إلى اليوم وبعد مرور ست سنوات على اندلاع الثورة في سوريا، ما تزال كبرى وسائل الإعلام ومراكز التوثيق تعتمد في أخبارها حول المخيمات الفلسطينية على ناشطين صحفيين منتشرين في أماكن وجود الفلسطينيين في سوريا، يسعون إلى نقل الحقائق الميدانية العسكرية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، ويشكلون المصدر الأول في توثيق الذاكرة الفلسطينية خلال الحقبة السورية الأليمة.