فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يستمر الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم التاسع عشر على التوالي، الجمعة 5 أيار، وتنطلق خارج السجون دعوات للنفير العام والتصعيد والتوجّه إلى نقاط التماس والاحتكاك مع الاحتلال، بالإضافة لتحريك المجتمع الدولي ليتّخذ موقفاً بشأن قضية الأسرى المضربين للضغط على الاحتلال.
اللجنة الإعلامية لإضراب الكرامة، أعلنت أنّ الجمعة هو يوم للتصعيد الشامل في جميع المناطق والقرى والأرياف ومناطق التماس، نصرةً للأسرى، وقالت في بيان صدر عنها "أبناء شعبنا يؤدون صلاة الجمعة في خيام الاعتصام والساحات العامة ومناطق الاحتكاك."
دعوات للنفير العام
أوضحت اللجنة أن صلاة الجمعة تُقام في بيت لحم بخيمة الإضراب في مخيّم العزة، وعند حاجز النشاش وبعد ذلك تنطلق المسيرات، في رام الله تُقام صلاة الجمعة بمسجد رافات ثم تنطلق مسيرة باتجاه "عوفر" غرباً، وفي نابلس الصلاة في بلدة حوّارة ثم تنطلق المسيرة، في الخليل الصلاة في مسجد علي بكة وخيمة التضامن أمام دوار ابن رشد وبعدها تنطلق المسيرة، في قلقيلية الصلاة أمام خيمة الإضراب ويُشيّع جثمان الأسير المحرر هشام العدل الذي قضى أربع سنوات في سجون الاحتلال.
وتُقام الصلاة في خيام الإضراب بطولكرم، أريحا، سلفيت، طوباس، وفي جنين المحتلة تنطلق مسيرات من المساجد باتجاه خيمة الإضراب.
تصعيد لمواجهة الإضراب يصل للتغذية القسرية
في إطار محاولات الاحتلال المستمرة لكسر الإضراب، قامت إدارة مصلحة السجون بعزل الأسرى المضربين عن الطعام من قيادات الحركة الأسيرة أحمد سعدات وعباس السيد وعاهد أبو غلمي، بالإضافة إلى نقل (41) أسيراً مضرباً من سجن "عسقلان" إلى عزل "اوهليكدار"، كما نقلت الأسرى نائل البرغوثي ومحمد القيق وفايز حامد من سجن "اوهليكدار" إلى جهة مجهولة.
مع تقدّم الأسرى في إضرابهم، يدرس الكيان الصهيوني إمكانيّة إحضار أطباء من دولة أجنبية للقيام بعملية التغذية القسرية للأسرى المضربين في سجون الاحتلال، وشرعت سلطات الاحتلال بإجراء اتصالات أوليّة لحث الدولة التي لم يُذكر اسمها، على الإسراع بإرسال الأطباء.
يأتي ذلك بعد رفض نقابة الأطباء "الإسرائيلية" القيام بالتغذية القسرية، الموصوفة في القانون الدولي كعملية تعذيب، فقررت حكومة الاحتلال على إثر ذلك الإسراع بإيجاد بديل للنقابة وأطبائها بجلب أطباء من الخارج ممّن هم على استعداد لإجراء هذه العملية في المراكز الطبية التابعة لمصلحة السجون العامة، ما يسمح لها بتخطّي الرفض القاطع لنقابة الأطباء، بالإضافة إلى خشية سلطات الاحتلال من أن تؤدي عمليات نقل الأسرى للمستشفيات "الإسرائيلية" العامة، إلى إغراق المستشفيات بالأسرى المضربين ما سيؤدي إلى إغلاقها.
وتجري دراسة إحضار الأطباء من الخارج من النواحي القانونية، كما تجري مناقشة الخطة مع وزارة الصحة الصهيونية.
من جانبها استنكرت نقابة الأطباء الفلسطينية ممثلة بالنقيب نظام نجيب، قيام الاحتلال بدراسة جلب أطباء أجانب لإطعام الأسرى المضربين قسرياً، معتبرةً ذلك إعدام بحق الأسرى في سجون الاحتلال وإمعان في سياسة الاحتلال التصعيد ضد الحركة الأسيرة.
وطالبت النقابة اتحاد الأطباء العرب والجمعيات الطبية والحقوقية المحلية والعربية والعالمية بضرورة التدخل لمنع هذا القرار الذي يهدد حياة الأسرى المضربين ويتعارض مع المواثيق الدولية، موضحةً أنّ خطورة التغذية القسرية تكمن بأنها تتم بإدخال أنبوب عبر الأنف بالقوّة حتى المعدة، ما يُعرّض حياة الأسير للخطر بسبب استخدام العنف وتكبيل اليدين لإيصال الطعام للمعدة، وما يمكن أن ينجم عنه من أضرار في جدار المعدة والمريء، بالإضافة إلى أنّ استخدام هذه الطريقة يزيد من مخاطر دخول الطعام والسوائل إلى الرئتين "aspiration" وما يعقبه من حدوث التهابات قد تؤدي إلى الموت على المدى القصير والبعيد.
الصليب الأحمر يتّخذ موقفاً
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلطات الاحتلال إلى الاضطلاع بمسؤولياتها كاملةً بموجب القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بالتواصل بين المعتقلين الفلسطينيين وذويهم المقيمين في الأراضي المحتلة، وقال جاك دي مايو رئيس البعثة الدولية في الأراضي المحتلة "يجب تحسين التواصل بين المعتقلين وعائلاتهم، لا فرض المزيد من القيود."
كما أشار إلى تعليق سلطات الاحتلال الممنهج للزيارات العائلية للمعتقلين الذين دخلوا في الإضراب، ووقف التصاريح اللازمة لعائلاتهم، واعتبر أنّ العائلات تدفع ثمن هذا الوضع، وتطرّق للحديث حول ما يُعانيه أهالي الأسرى في طريقهم لزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال من تصاريح خاصة والسفر لمسافات طويلة ومكابدة التفتيش وساعات الانتظار عند المرور عبر الحواجز أو في أماكن الاحتجاز.
الزيارة الأولى للأسرى المضربين
في أول زيارة للمحامين تسمح مصلحة سجون الاحتلال بها لأحد قيادات الإضراب الأسير كريم يونس والقابع في عزل "الجلمة"، علماً بأن إدارة سجون الاحتلال لم تجر أية مفاوضات جدّية مع الأسرى حتى الآن، في حين أن الأسير مروان البرغوثي يقبع في زنزانة مجاورة لزنزانته، وتبيّن أن الزنازين التي يقبع فيها الأسرى المضربين المعزولين تفتقد لكل المقومات الإنسانية والصحية.
في زيارة للأسير مسلمة ثابت، القابع في عزل "بيتح تكفا"، نقلته إدارة مصلحة سجون الاحتلال بين أربعة سجون منذ إعلانه للإضراب عن الطعام، إدارة السجون جرّدت الأسرى من ملابسهم وزوّدتهم فقط بملابس "الشاباص"، وحرمتهم من الفورة لمدة ثمانية أيام، وخضع الأسرى لحملة تفتيش واسعة نفّذتها قوات القمع، كما أكّد أنّ إدارة السّجون والاستخبارات تمارس ضغوطاً على الأسرى لتعليق الإضراب إلّا أنّهم يؤكدون في كل مرة أنهم مستمرون في المعركة حتى تحقيق مطالبهم.
في زيارة لسجن "عسقلان"، وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، نفّذت اقتحامات مكثّفة لأقسام الأسرى المضربين خلال الأيام الماضية، وفي كل مرّة كانت تخرجهم إلى الساحة فجراً ولعدّة ساعات.