سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
لم تُخفت النكبة التي حلّت بواقع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، خصوصاً أبناء مخيمي اليرموك ودرعا، من جذوة التفاعل الحاد والمزمن للاجئين مع قضيّتهم ومدنهم الفلسطينية ومقدساتهم المغتصبة في الداخل الفلسطيني المحتل.
ففي جنوب دمشق، لبّى أهالي مخيّم اليرموك المهجّرين، في بلدات جنوبي دمشق الثلاث " يلدا – ببيلا- بيت سحم"، نداء القدس والأقصى، منطلقين بمسيرات جماهيرية حاشدة، عقب صلاة الجمعة 21 تموز، وذلك بدعوة ومشاركة الفعّاليات الفلسطينية لأهالي مخيّم اليرموك، وفعّاليات محليّة من أهالي البلدات الجنوبية الثلاث.
انطلقت المسيرات بعد صلاة الجمعة، من عموم مساجد جنوب دمشق، بالتزامن مع نفير أهالي القدس في مسيرات جمعة الأقصى، جيث كان تمجّع أهالي مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدة يلدا، جانب مدرسة الجرمق البديلة في البلدة.
ورفع المتظاهرون خلال المسيرة الحاشدة، الأعلام الفلسطينية مرددين شعاراتٍ مناصرة للمسجد الأقصى، ولأهالي القدس في مواجهاتهم للإعتداءات الصهيونية على المسجد، وخلصت المسيرة، بعد أن جابت شوارع البلدة، إلى وقفة احتجاجية عند نقطة الانطلاق جانب المدرسة البديلة، حيث وجّه الأهالي رسائل إلى أهالي القدس، تحيي صمودهم، وتؤكد على وقوف أهالي مخيّم اليرموك في صفّهم.
وفي مخيّم درعا المنكوب جنوبيّ سوريا، وقف عددٌ من شباب المخيّم فوق أطلال منازلهم المدمّرة، بعد ظهر الجمعة، تضامناُ مع القدس ونصرةً للأقصى.
ورفع المتضامنون يافطات، كتبت عليها عبارات التضامن مع أهالي القدس في وجه الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، داعين الأمّة العربية والاسلامية للتحرك والغضب نصرةً للمسجد والمدينة المقدّسة.
وقال أحد الناشطين من أبناء المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ "شباب مخيّم درعا نفّذو وقفتهم الرمزية، من فوق ركام منازلهم المدمّرة، لايصال رسالة لأهل القدس المحتلّة، بأن الشتات الفلسطيني في سوريا، وفي مخيّم درعا خاصّةً، لن ينسى قضيته الأولى رغم النكبات التي حلّت بواقعه ومخيّماته".
يشار إلى أنّ قرابة 85% من منازل مخيّم درعا قد سوّت بالأرض، جرّاء العمليات العسكرية، و استهدافها بالقصف الجوّي والصاروخي من قبل قوّات النظام، والذي أدّى كذلك إلى تهجير كامل سكّان المخيّم الى المناطق المجاورة، في حين يحول تواصل القصف المتقطع والاختراق المستمر لهدنة وقف اطلاق النار السارية منذ 16 من تموز الجاري، دون عودة الأهالي إلى مخيّمهم.