لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
شكّلت تفاصيل حياة اللاجئ الفلسطيني في الشتات، مادةّ هامة أمام الرسامين الفلسطينيين لإيصال رسالة وطنيّة عبر لوحات تحاكي الوطن، وتُظهر جمال فلسطين أو تعيد إحياء التراث الفلسطيني.
"الصمت أصدق من الكلام" بهذه العبارة بدأت فاطمة جواد، رسامة فلسطينية، حديثها لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، شارحةً أهميّة الرسم، ناعتةً إيّاه بـ "نوع من الخلق والإبداع".
فاطمة التي تقيم مع عائلتها، في منطقة وادي الزينة، شمالي مدينة صيدا، اكتشف أستاذها في المدرسة موهبتها بالرسم، حيث كانت طريقتها في الرسم تختلف عن باقي التلاميذ، أخبرها بذلك وقدّم لها الدعم المعنوي، بُغية حثّها على تطوير أساليب رسمها.
بعد ذلك، بدأت فاطمة تطوّر نفسها بنفسها، فلم تلجأ إلى معهد مختصّ لتعلّم أساليب الرسم، ولم تستطع متابعة تحصيلها العلمي، بل اضطرت للعمل بسبب ظروف العائلة الإقتصادية.
عملت فاطمة في قسم "الرسم على البورسلان" في مؤسسة قريبة من مكان سكنها، حيث التقت بامرأة أشرفت على عملها وعلّمتها أساليب وتقنيات المهنة". تقول فاطمة "أحببتُ مهنتي كثيراً، فأنا أرسم على الورق، الزجاج، والبورسلان، كما أنني تعرّفت على رسامين موهوبين، اكتسبت منهم نوعاً جديداً من الرسم وهو الرسم على القماش".
وبما يخصّ لوحاتها، قالت فاطمة إنّها تنوّع بالرسم، ترسم بأكثر من مادة، وتختار مواضيعاً مختلفةً للوحاتها. رسمت الوطني والوجدانيات، فجسّدت بذلك المدن الفلسطينيّة، محاولةً إبراز جمال تلك المدن في لوحاتها، بالإضافة إلى وجوه أشخاص عايشوا النكبة، وأطفال ذاقوا لوعة اللجوء، على حد تعبيرها.
أمّا بالنسبة لأجمل لوحة رسمتها، قالت فاطمة، إنّ أحبّ اللوحات على قلبها لوحة السيدة العذراء وهي ترتدي الزيّ الفولكلوري الفلسطيني، وعلى الرغم من أنّها لا تعي السبب، إلا أنّ اللوحة عنت لها الكثير، ومن كثرة شغفها باللوحة، أهدتها لأعز صديقة لديها.
وبرز التنوّع، أيضاً، بمواد الرسم التي استخدمتها فاطمة لإنجاز لوحاتها، فمن الزيتي والفحم إلى الرصاص والأكريليك وسواها.
تلفت فاطمة إلى أنّها شاركت بعدّة معارض، عندما كانت في المدرسة، لكن الأعمال كانت تُعرض باسم صاحب المعرض، لا بإسمها.
وتمنّت فاطمة أن يكون هناك مؤسسات تتبنى هذا الفن، من رسم وأشغال يدوية وتوجيهها للمكان المناسب، لتنميتها.
"قد يهتزّ العالم بريشة فنان" جملة قالتها فاطمة أشارت خلالها إلى دور الفنان الفلسطيني الذي يلعب دوراً هاماً بالمحافظة على تراث فلسطين، وإبراز القضية المحقة: العودة إلى أرض فلسطين.