لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تقرير: زينب زيّون
أتاح التطور التكنولوجي في مجال الهواتف الذكية للكثيرين اكتشاف موهبة التصوير لديهم، فباتت الشاشة الصغيرة تُشكل شغفاً للباحثين عن صورة جميلة، يضاف إلى ذلك كثرة التطبيقات التي سمحت لهواة التصوير تظهير صورهم بالشكل الذي يرغبون.
رنين يوسف (٢١ عاماً)، فلسطينية من مدينة صفد، تقيم في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، بدأت رحلتها في عالم التصوير الفوتوغرافي منذ صغرها.
تقول رنين لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "منذ صغري وأنا أهوى التصوير الفوتوغرافي، وكنت أصوّر بواسطة هاتفي النقّال وأعالج الصور من خلال البرامج الموجودة فيه من ناحية الألوان ونقاء الصورة، وكنت دائماً أحب تصوير البورتريه وصور الأشجار والأزهار وغروب الشمس، أحبّ الصورة التي تحتوي على الألوان الفرحة، لأنّها تنقل السلام إلى داخلي".
تدرس رنين إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الدولية، لكنها قرّرت أن تتعلّم التصوير لتنمية موهبتها، فتلقّت دورات تدريبية تتمحور حول كيفية استخدام الكاميرا، وأسس التصوير وأنواعه، وقد ساعدها ذلك في تحويل موهبتها إلى مهنة، فهي تعمل حالياً في استديو في مدينة صيدا، جنوبي لبنان.
"كُنت أشعر بأنني أتنفس بعد كل صورة لمشهد في الطبيعة"، عبارة قالتها رنين والابتسامة مرسومة على وجهها. فهي تحب التقاط الصور للأشخاص في الأماكن الأثريّة والطبيعيّة، لما يضفي ذلك من جمال للصورة، على حدّ وصفها.
تقول رنين إنّ "التصوير ليس مجرّد صورة نلتقطها، بل إنّها مجموعة أشكال وألوان تبني علاقة وثيقة فيما بينها، ممزوجة مع إحساس المصوّر، لإنتاج إبداع جديد".
وتتابع رنين "أنا لا أعتبر نفسي محترفة، ولا يحقّ لي أن أصف نفسي بالمصوّر المحترف أمام أولئك العمالقة، ولكن لدي نظرة خاصة في التصوير وإعداد الفكرة، وطموحي أنر اوسع نطاق معرفتي وإلمامي بهذا الفن الرائع، لبُلوغ مرحلة الاحتراف، وأن أثبت نفسي في مجالي ويُعرف أسمي ليس فقط في لبنان إنما على صعيد العالم".
تنقل رنين واقع أهالي المخيّمات والمعاناة التي تتربص بهم، عبر صور تلتقطها، فكلّ صورة داخل المخيّمات، تحكي مشكلة وتنقل رسالة للمعنيين علّهم يرأفون بالشعب الفلسطيني، على حدّ تعبيرها.
تواجه رنين العديد من الصعوبات التي تقيّدها خلال جولة التصوير، فهي ممنوعة كسواها من اللاجئيين الفلسطينيين من الوصول إلى الحدود اللبنانية- الفلسطينية دون الحصول على تصريح، كما تواجه مشاكل عند مرورها عبر حواجزٍ للجيش اللبناني.
"لما نرجع على فلسطين بدي صوّر الفرحة والضحكة والدموع الموجودة على وجوه الأهالي"، قالت رنين والدمعُ كاد يذرف من عينيها. وتابعت "أحلم بتصوير شمس فلسطين، وإعداد وثائقي عن بلدي بطريقة جديدة ومميّزة".