سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تمتد أحداث الأسبوع الثالث من شهر تشرين الأوّل، إلى أسبوعه الرابع، محمّلةً بثقل أكبر في وقعها على اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات سوريا، لا سيما في مخيّم اليرموك حيث يتواصل إغلاق حاجز العروبة في وجه الأهالي مُحكماً بذلك الحصار والمعاناة، وسط ضوضاء المعارك التي استعرت جنوب المخيّم، في حين يتواصل استهداف مخيّم درعا للاجئين، على وقع مناشدات سكّانه بالإغاثة العاجلة، فيما تضرب الأزمات جوانب حياة اللاجئين في مخيّمات خان الشيح وخان دنون.
مخيّم اليرموك وجنوب دمشق:
في مخيّم اليرموك، تتسارع معاناة الأهالي المحاصرين، جرّاء مواصلة إغلاق حاجز العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، منذ الثامن عشر من تشرين الأوّل، ومن فصول تلك المعاناة وأبرزها، حرمان نحو 1100 طالب وطالبة محاصرين في المخيّم، من التوجه إلى مدارسهم البديلة في بلدة يلدا، ما دفع طلّاب المدارس البديلة للإعتصام يوم الأحد 29 تشرين الأول للفت أنظار المعنيين لمستقبل زملائهم في مخيّم اليرموك.
حيث نفّذ المئات من طلاب مخيّم اليرموك المهجّرين في جنوب دمشق، وعموم طلبة مدرسة الجرمق البديلة وكادرها التدريسي، اعتصاماً أمام مبنى المدرسة في بلدة يلدا، للمطالبة بتحييد العمليّة التعليميّة عن الصراع الدائر في المنطقة، وتأكيداً على حقّهم بالتعليم وتمسكهم به.
إنسانيّاً، وردت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عدّة رسائل من مخيّم اليرموك المحاصر، تنقل صورة الواقع الإنساني الذي بدأ بالتدهور، نتيجة فقدان بعض المواد الغذائيّة الرئيسيّة من الأسواق وشحّ بعضها الآخر، تأثّراً بالمعارك الجارية على أطراف المخيّم وإغلاق المعابر مع جنوب دمشق، وأهمها مادة الخبز و بعض السلع الخفيفة التي طالما اعتمد عليها السكّان المحاصرين داخل المخيّم، مؤكدةً أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه من إغلاق للمعابر مع بلدات جنوب دمشق، وتواصل المعارك، سيؤدي الى كارثة انسانية قد تؤدي الى مجاعة جديدة، تهدد حياة مئات المدنيين المحاصرين داخل مخيّم.
وفي السياق، أطلقت فعّاليات وشخصيّات مدنيّة من مخيّم اليرموك، نداء استغاثة باسم اهالي مخيّم اليرموك المحاصرين داخل المخيّم، والمهددين بكارثة انسانيّة جرّاء استمرار اغلاق حاجز العروبة _ شارع النخيل لليوم السابع على التوالي، مُخاطباً جميع الشرفاء في كل مكان "أن يسرعوا للقيام بواجبهم لانقاذ هؤلاء المدنيين، الذين لا ذنب لهم سوى أنّهم يتمسّكون ببيوتهم ومخيّمهم، ولايريدون أكثر من العيش بأمان وكرامة".
كما طالبت الفعّاليّات، طرفي الصراع في بلدة يلدا ومخيّم اليرموك، بتحييد الحاجز الذي لا يتجاوز طوله العشرة أمتار، وتركه معبراً آمنا للمدنيين، معتبرةً ذلك أمراً ممكناً في جبهة حدودية بينهم تبلغ قرابة 3 كيلومترات، ما يجعل من إمكانية تجنيب المدنيين هذا الصراع، عبر فتح الحاجز أمراً ممكناّ، ليتمكنوا من أخذ فرصتهم في الحياة وفق ما ختم البيان.
يأتي ذلك في ظل استمرار المعارك جنوبي مخيّم اليرموك، بين "داعش" وفصائل المعارضة السوريّة، والتي صعّد فيها "داعش" من هجماته مستخدماً الغازات السامّة، وفق مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فقد تم تسجيل نحو عشرِ حالات تسمم، في صفوف مقاتلي المعارضة السوريّة على محاور القتال، بعد القاء عناصر " داعش" لقنابل يرجّح أنّها تحتوي غازات سامّة.
مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" صباح الاثنين 23 تشرين الأوّل، نقل أنّ حالة من الهدوء الحذر تسيطر على المحاور الجنوبيّة لمخيّم اليرموك بين تنظيم "داعش" وفصائل المعارضة السوريّة، لا تخلوا من بعض الرشقات الناريّة المتبادلة بالاسلحة الرشاشة بين الحين والآخر، مع تواصل لعميات القنص في العمق المنظور للطرفين تجاه مخيّم اليرموك وبلدة يلدا.
ليعاود التنظيم استئناف هجومه العنيف على محور المستشفى الياباني، الجمعة 27 تشرين الاول، ما أدى إلى إندلاع المعارك استخدم فيها "داعش" القذائف الصاروخية ومحاولاً إقتحام مبنى المستشفى بواسطة عربة مصفّحة دون تحقيق أي تقدّم.
وفي إطار المطالبات الأنسانيّة، طالب "المكتب الاغاثي لأهالي مخيّم اليرموك" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" بزيادة الحصص الإغاثيّة المخصصة لأهالي مخيّم اليرموك، سواء المتواجدين داخل المخيّم أم في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا- ببيلا- بيت سحم".
وجاء ذلك، في بيان أصدره المكتب الإغاثي، الأربعاء 25 تشرين الأوّل، منتقداً فيه تقصير الوكالة، قائلاً " أنّ المساعدات الإنسانيّة لا تصل منذ سنة ونصف تقريباً، والمعونة الغذائيّة المقررة من 1000 إلى 1500 حصّة، لا تكفي لربع عدد المستحقين المسجلين لديها" وفق ما قالت الهيئة في بيانها.
مخيّم درعا:
وفي مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا، خرج العشرات من الأهالي في وقفة مطلبيّة بعد ظهر الجمعة 27 تشرين الأوّل، لمطالبة الجهات المعنيّة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين " وكالة الأونروا- الفصائل ومنظمّة التحرير- مؤسسات مدنية وإغاثيّة" الإلتفات إلى معاناة أهالي المخيّم المنكوب، وتقديم المساعدة العاجلة لمئات الأسر التي تعيش تحت وطأة ظروف معيشيّة وخدميّة قاسيّة.
أحد الناشطين المشاركين في الوقفة، قال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ " نحو 400 عائلة عادت إلى مخيّم درعا للاجئين منذ توقف العمليات العسكريّة في شهر آب الفائت، لتجد منازلها مدمرة إمّا بشكل كلّي أو جزئي، وسط عجزها عن إعادة ترميمها، عدا عن انقطاع المياه والكهرباء وانعدام معظم وسائل العيش الأساسيّة" مؤكّداً أنّ "الأهالي مقبلين على أزمة كارثيّة خصوصاً مع قرب فصل الشتاء، في حال لم تقدّم المساعدات اللازمة لترميم المنازل وتأمين مستلزمات التدفئة".
ولفت الناشط إلى وجود أعداد كبيرة من الأطفال في المخيّم بينهم رضّع، لا يحصلون على ما يسد حاجيّاتهم من الغذاء، مشيراً إلى تهميش المنظّمات الإغاثيّة العاملة في منطقة درعا لأهالي المخيّم، وكذلك وكالة "الأونروا" والفصائل الفلسطينيّة، تحت حجج واهيّة على حد تعبيره.
كما واصلت قوات النظام السوري انتهاكاتها العسكريّة تجاه المخيّم، حيث أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في درعا، السبت 28 تشرين الأوّل، بأنّ استهدافاً كثيفاً بنيران الأسلحة الرشاشة، تعرّض له مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا صباح اليوم، دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
جاء ذلك، بعد يوم واحد من تعرض المخيّم لقصفٍ بثلاث قذائف هاون من العيار الثقيل، سقطت على أبنية في أحياء المخيّم، متسببةً بأضرار ماديّة.
مخيّم خان دنون:
وكانت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد سلطت الضوء على أزمة المحروقات في مخيّم خان دنون، بتقرير بعنوان: مخيّم خان دنون: مخصصات ضئيلة من المازوت المدّعم وأسعار خيالية في السوق السوداء جاء فيه :
"هاجس التدفئة، يجتاح نفوس أهالي المخيّمات الفلسطينيّة في سوريا، مترافقاً مع برد الشتاء القاسي الذي يحل يحل ثقيلاً على منازلهم و أبدانهم مع كل موسم شتوي، خصوصاً بالمخيّمات الأكثر تأثراً بالفصل البارد، و الواقعة في المناطق الريفيّة المفتوحة كميخّم خان دنون، حيث يطغى همّ توفير مادة المازوت على سواه من هموم كثيرة، في ظل تردي الواقع المعيشي والخدمي ووجود أعداد كبيرة من النازحين عن مخيّمات طالتها الحرب السورية.
أخيراً وصلت مخصصات المازوت الحكومي المدعّم إلى المخيّم، يقول أحد السكّان خان دنون مبتهجاً، لكنّ سرعان ما يخبو وهج البهجة أمام حقيقة الـ50 لتر. وفي صورة تعبيريّة قوامها السخريّة والمرارة، يطالب بأن توزّع الجهات المختصّة أجهزة "السيروم" لضمان أقل كميّة من تقطير المازوت في المدافئ.
وكانت عمليّات توزيع المازوت الحكومي، في مخيّم خان دنون، قد بدأت يوم أمس الأربعاء 25 تشرين الأوّل، في مرحلتها الأولى لدورة شتاء 2017 – 2018، بكميّة مبدئيّة تبلغ 20 الف لتر، يجري توزيعها على العائلات التي لم تستلم مخصصاتها خلال السنوات السابقة، بواقع 500 لتر لكل عائلة، على أن تنتظر باقي العائلات وصول الدفعة الثانيّة، والتي لن تتجاوز أيضاً كميّة الـ20 الف لتر، حيث لن تحصل كل أسرة على أكثر من 50 لتراً، تُباع لهم بسعرٍ مدعّم وقدره 185 ليرة سوريّة للتر الواحد"
مخيّم خان الشيح:
مخيّم خان الشيح بعد 11 شهراً على التسوية: مصاعب حياتية كبرى وتحسّنات طفيفة تقرير لبوابة اللاجئين، رصد واقع الحال في المخيّم بعد مرور 11 شهراً على اتفاق التسوية، سلط الضوء على التحسنات التي طرأت على المخيّم، كما بيّن أوجه الأزمات والمعيشيّة والخدميّة التي لا تزال تخيّم على حياة الأهالي.
انتهاكات وضحايا:
في انتهاك جديد لاذع، بحق أبناء مخيّم اليرموك، أكّد شهود عيان في المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قيام عناصر "داعش" بالاعتداء على إمرأة من أبناء المخيّم بالضرب، وتوقيفها منذ يومين، وذلك بحجّة إدخالها علبة سجائر من بلدة يلدا الى المخيّم، وأضاف الشهود، أنّ عناصر "داعش" قد قاموا بإقتياد المرأة بعد ضربها الى نقطة أمنية تابعة للتنظيم، ومعروفة بإسم " الأربعة"، ولا تزال لحد الآن مجهولة المصير
وفي اليرموك أيضاً، قضى القيادي في فصيل " أكناف بيت المقدس" اللاجئ الفلسطيني زكريا موعد "أبو يحيى"، خلال المعارك الجاريّة ضد تنظيم "داعش" اليوم الاثنين 23 تشرين الأوّل، على محور "المشفى الياباني" في مخيّم اليرموك.
كما قضى اللاجئ الفلسطيني الشاب، كفاح وليد المصري، من أبناء مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا، وذلك أثناء قتاله في صفوف فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة، ضد تنظيم " داعش" تنظيم " خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك.