فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
انطلقت مسيرات وتظاهرات في أرجاء فلسطين المحتلة، الخميس 2 تشرين الثاني، في الذكرى المئوية لـ "وعد بلفور" المشؤوم، شملت مؤسسات وفعاليات وطنيّة ورسمية وشعبية في الشوارع والمدارس.
ورافق كافة الفعاليات رسائل احتجاجية من جميع المناطق إلى الحكومة البريطانية، بالإضافة إلى صافرات الإنذار التي انطلقت لمدة (100) ثانية الساعة الثانية عشر ظهراً.
في القدس المحتلة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة ضخمة أمام القنصلية البريطانية في حي الشيخ جراح وسط المدينة المحتلة، لمطالبة الحكومة البريطانية بالاعتذار عن "وعد بلفور" في الذكرى المئوية.
وشارك في المسيرة العشرات من الشخصيات المقدسية الاعتبارية يتقدمها المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ومحافظ القدس الوزير عدنان الحسيني، ومدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل، وعدد كبير من مُمثلي القوى والمؤسسات الوطنية، بالإضافة إلى عدد كبير من طلبة المدارس الذين رفعوا علم فلسطين والأعلام السوداء ولافتات بعدة لغات، منها "ندعو بريطانيا لعدم الاحتفال بعار الاستعمار والعمل بدلاً من ذلك على إنهاء الاحتلال."
في غضون ذلك، اعتدت قوات الاحتلال على المشاركين في المسيرة بالضرب بحجة رفع الأعلام الفلسطينية، واعتقل الجنود الناشط المقدسي محمد أبو نجمة، فيما سلّم المشاركون رسالة قدّمها عدد من الطلبة إلى القنصلية.
أما في جنين المحتلة، نظّمت المؤسسات والفعاليات الوطنية والرسمية والشعبية أكثر من ثلاثين فعالية في العديد من المدارس، تهدف إلى تعريف الطلبة بتفاصيل "وعد بلفور"، بالإضافة إلى فعالية مركزية حاشدة شاركت فيها كافة المؤسسات.
وفي نابلس المحتلة، أقيمت عشرات الفعاليات منذ يوم الأربعاء وحتى ساعة الظهر في عشرات المدارس والمؤسسات والقرى والمخيّمات، وخرج الآلاف في مسيرة حاشدة انطلقت من جامع السلام باتجاه دوّار الشهداء وسط المدينة، شارك فيها الأهالي والطلبة ومئات من طلبة الكشافة، تحت شعار "مسيرة الغضب".
رفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية وشعارات تُطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الوعد المشؤوم، ومن الشعارات التي رُفعت "الاعتذار-الاعتراف-التعويض"، "الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر".
في سلفيت المحتلة، نظّمت حركة "فتح" ومحافظة سلفيت والتربية والتعليم وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية فعاليات في مدرسة "بنات سلفيت الأساسية العليا" وكافة مدارس المحافظة، تنديداً بجريمة بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني.
وأكّد أمين عوّاد مدير التربية والتعليم أنّ "شعبنا ما زال يرزح تحت نير أطول وأبشع احتلال عرفته البشرية، وأنّه آن الأوان لينال حريّته بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف."
أما في قطاع غزة، تظاهر الآلاف أمام مقر الأمم المتحدة في المدينة، تنديداً بمرور مائة عام على "وعد بلفور"، وشارك في المسيرة التي انطلقت من الجندي المجهول باتجاه مقر الأمم المتحدة، قيادات من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية.
وأكّد النائب في المجلس التشريعي عن حركة "حماس" عاطف عدوان أنّ الجماهير التي خرجت اليوم لتُندد بـ "وعد بلفور" تُجدد رسالتها للعالم كله أنّ الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن هدفه وأرضه ويُصر على العودة وحقه في فلسطين، مُضيفاً "نحن متفائلون بأنّ المقاومة ستقود هذا المشروع وتصل إلى الهدف."
كما أكّد جمال عبيد عضو اللجنة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة على أنّ ما قامت به بريطانيا قبل مائة عام جريمة سياسية وأخلاقية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنّه آن الأوان أن تُقدم بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني وتُصحح الخطأ التاريخي وتعترف بحقه في قيام دولته الفلسطينية المستقلة.
وفي إطار الفعاليات التي انطلقت مع الذكرى المئوية لـ "وعد بلفور" المشؤوم، أطلق وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، شارة البدء بفعاليات الماراثون الرياضي الطلابي "ماراثون الرفض لوعد بلفور"، حيث شارك فيه الآلاف من الطلبة من مختلف مدارس محافظة رام الله والبيرة.
ورفع الطلبة اللافتات المُنددة بالوعد المشؤوم، والمطالبة لبريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني، كما ارتدى الطلبة ملابس باللون الأسود تعبيراً عن الاستنكار والغضب.
وفي هذا السياق، أكّد الوزير صيدم أنّ بريطانيا ارتكبت خطيئة جسيمة بحق الشعب الفلسطيني، وما تزال مُصرّة على الخطأ الذي ارتكبته، باحتفالها بذكرى الوعد بدلاً من الاعتذار والتكفير عن ظلمها الكبير.
وأشار إلى أن هذا الماراثون الطلابي يأتي بمثابة رسالة لبريطانيا وحكومتها بأن الأجيال الفلسطينية المتعاقبة لن تنسى هذا الوعد المشؤوم، وحان الوقت للاعتذار، فيما انتهى الماراثون بتجمّع الطلبة للمشاركة في الفعاليات المركزية.
وشملت فعاليات الوزارة كذلك تسليم طلبة المدارس (100) ألف رسالة لرئيسة وزراء بريطانيا، من خلال القنصلية البريطانية في القدس المحتلة، تعبيراً عن رفضهم لـ "وعد بلفور" والمطالبة بالاعتذار، كما قررت تخصيص الحصة المدرسية الأولى في المدارس للحديث عن مئوية "وعد بلفور".