ألمانيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
بدأ تجمع الاطباء الفلسطينيين في ألمانيا ووفد طبي من الخبراء الألمان بتنفيذ مشروع طبي لتشخيص وعلاج الصدمة النفسية للأطفال المتضررين في فلسطين المحتلة، حيث بدأ الوفد الألماني جولته من مدينة نابلس ثم قطاع غزة.
وتستغرق الزيارة مدة أسبوع يتم خلالها تدريب نظري وعملي مكثف لحوالي ١٥٠ الى ٢٠٠ مسعف يشاركون بطريقة مباشرة في علاج ٢٠ طفل خلال فترة التدريب وبعدها يتم تأهيلهم في حالة اجتياز الدورة بنجاح كمسعف نفسي.
وأفادت نائب رئيس التجمع الدكتورة غادة ابو عيشة أن المشروع يتكون من خمسة مراحل تستمر لمدة خمس سنوات بهدف تدريب مئات الكوادر الطبية الفلسطينية وتأهيلهم لعلاج "التروما" على أيدي الخبراء الألمان.
كما أكدت أبو عيشة أن المشروع يهدف خلال هذه الفترة الزمنية إلى علاج الآلاف من حالات الصدمة وما بعد الصدمة النفسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
ويترأس الوفد البروفسور توماس لوف صاحب كرسي الطب النفسي في كلية الطب في جامعة ريجنزبورج والذي يعتبر من أشهر العلماء في هذا المجال على المستوى العالمي، إضافة إلى عالمة النفس السيدة بياته لاينبيرجر المعروفة في ابتكار طرق جديدة لعلاج "التروما" وعضو التجمع أدهم بشارات، وقد بدأ الوفد العمل والتدريب فور وصوله سواء بمدينة نابلس أو قطاع عزة.
بدوره لفت رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في ألمانيا د. أشرف الدادا إلى أن السنوات الطويلة للاحتلال والحصار والاعتداءات نتج عنها صدمات واضطرابات نفسية لنسبة عالية من المجتمع الفلسطيني وصلت عند شريحة الأطفال إلى حوالي ٣٠ الى ٤٠ %، مشيراً إلى أن هذا المشروع يساهم في التخفيف من معاناة أطفال وشعب فلسطين، وذلك بعد علاج التجمع لحالات صعبة من جرحى الحروب من الفلسطينيين في ألمانيا.
وأوضح الدادا أن أهمية هذا المشروع تكمن أيضاً في الأبعاد طويلة المدى ومنها تحسين جهوزية المجتمع المدني الفلسطيني في التعامل السريع والصحيح مع الصدمات النفسية خلال الأزمات الطارئة وكذلك الأبعاد الأكاديمية للمشروع والتي يسعى فيها التجمع إلى عقد تعاون وشراكات بحثية علمية بين جامعة ريجنزبوج الألمانية من ناحية وجامعات فلسطين مثل النجاح والجامعة الاسلامية من ناحية أخرى.
وأكد الدادا أن فكرة التعامل مع الصدمة النفسية أو ما يعرف بـ "التروما" راودته منذ سنوات وخصوصاً أثناء الاعتداءات والحروب "الإسرائيلية"المتتالية وما نتج عنها من صدمات واضطرابات نفسية هائلة تتطلب تقديم الدعم والرعاية النفسية الصحيحة. ولقيت الفكرة عند طرحها ترحيبا واسعا واستعدادا تام من قبل البروفسور لوف وكلية الطب في جامعة ريجنزبورج.
ويأتي هذا المشروع في إطار تنفيذ مشروع اسعاف وعلاج الصدمة النفسية عند الأطفال في فلسطين بالتنسيق مع مؤسسة إغاثة أطفال فلسطين الأميركية .PCRF