الأردن-أسماء عوّاد
نظّمت "اللجنة الوطنية الأردنية لحملة مئة عام على وعد بلفور"، الخميس 2/11/2017، وقفة احتجاجية في الذكرى المئوية لوعد بلفور أمام السفارة البريطانية في العاصمة عمّان بالتزامن مع الوقفات التي أقيمت في العديد من المدن.
وكان قد أعلِن عن تشكيل اللجنة التي تضم قوى حزبية ووطنية ومنظمات مجتمع مدني في تشرين الأول/أكتوبر 2016 من أجل الدعوة للإعلان رسمياً عن عدم شرعية وعد بلفور الذي ما يزال يوظف لدى الدوائر الصهيونية، كأساس لمشروع دولتهم التي جرد فيها الفلسطينيون من حقهم التاريخي في وطنهم.
المحتجون رفعوا شعارات وندّدوا بالوعد وبالاحتلال وفي نهاية الوقفة قام وفد من الحملة بتسليم مذكرة تتضمن مطالب الحملة لمجلس العموم البريطاني بإعلان عدم شرعية وعد بلفور واعتذار الحكومة البريطانية للشعب العربي الفلسطيني عمّا لحق به من أضرار وعذابات نتيجة هذا الوعد.
من ناحيته قال عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني هشام علقم: "إن أهمية هذه الوقفة هي التأكيد على سرقة العصر، حتى لو مضى عليها مئة عام، حيث أن الشعب الفلسطيني والعربي والعالمي سيبقى يقاوم حتى يعود الحق لأصحابه". وأضاف أن هذه الوقفات هي أحد أشكال المقاومة المرتبطة بالساحة والامكانية، مشيراً الى ان كل يوم من أيام السنة هناك ذكرى لمجزرة ومأساة، ومجرد تذكرها يؤكد على تمسك أصحاب الحق بحقوقهم. وفي رده على سؤال لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" والمتعلق بمبدأ الحيادية الذي يواجهه العاملون في وكالة الغوث قال علقم: "هناك عمل جاد لإلغاء "الأونروا" ودمج قضية اللاجئين الفلسطينيين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR وكأنها قضية إنسانية بحتة دون أبعاد سياسية تتمثل بحق العودة".من ناحيته قال النائب في البرلمان الأردني خالد رمضان بأنه من المهم التأكيد على رفضنا لهذا الوعد الذي ابتدأ تقسيم المنطقة من خلاله وخصوصًا مع مشاريع التسوية وتصفية القضية الفلسطينية وتوجهات الأنظمة العربية بعد قمة الرياض الأخيرة للتطبيع مع الكيان الصهيوني. وأضاف رمضان أننا نتشارك في إدانة هذا الوعد مع حزب العمال البريطاني أحد أهم الأحزاب في الحكومة.
بدورها أعربت الأمين العام الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني عبلة أبو علبة بأن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي للتعبير عن استمرارنا برفض الأساس الذي قام عليه المشروع الاستعماري في المنطقة والذي لا زال مستمرًا على كامل الأرض العربية. وأشارت أبو علية إلى أن الوعي بين الأجيال الجديدة كبير ويفوق الوعي الذي كانت تملكه الجماهير قبل مئة عام بخصوص خطورة المشروع الصهيوني.
محليًا هناك سلسلة من النشاطات التي تقوم بها الحملة كان أخرها ورشة عمل فكرية سياسية تعبوية تسلط الضوء على الأبعاد الوثائقية التاريخية التي مهدت لهذا الوعد والأبعاد السياسية النضالية لمقاومة الشعب العربي الفلسطيني للوعد المشؤوم وللاحتلال الصهيوني ودور الحركة الوطنية الأردنية في دعم نضال الشعب الفلسطيني، كما وسيتم إقامة مهرجان جماهيري يوم السبت 4/11/2017.
تأتي هذه التحركات مع الاحتفال الذي ستقيمه بريطانيا بهذه الذكرى وبحضور رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ومن الجدير بالذكر أن زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن قاطع حفل العشاء الذي أقامته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والتي تفاخر بدور بلادها في دعم وإقامة دولة الكيان الصهيوني.