فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
وصلت آليّات وجرّافات الاحتلال، صباح الجمعة 3 تشرين الثاني، قرب السياج الأمني العازل شرقي قطاع غزة بحثاً عن المفقودين داخل النفق الذي استهدفه الاحتلال قبل أيام شرقي دير البلح وخانيونس.
يأتي ذلك بعد اشتراط الاحتلال بالتقدّم في المفاوضات حول الأسرى من جيش الاحتلال لدى المقاومة في غزة، للسماح لطواقم الإنقاذ بممارسة عملها واستخراج المفقودين داخل النفق.
وشهدت ساعات الصباح وصول (6) جرّافات و(3) قواديح مع عدد من آليّات الاحتلال للمنطقة، ورافقها تحليق طيران الاحتلال، للبدء بالبحث عن المفقودين واحتجازهم، فيما أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" صباحاً عن ارتقاء خمسة شهداء من وحدة الإعداد والتجهيز، جراء القصف الصهيوني لنفق السرايا مساء الاثنين الماضي.
الشهداء هم: الشهيد بدر كمال مصبح، الشهيد أحمد حسبن السباخي، الشهيد شادي سامي الحمري، الشهيد محمد خير الدين البحيصي، الشهيد علاء سلامي أبو غراب.
وكان قد استشهد سبعة مقاومين خلال عمليات الإنقاذ، من حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس"، هم: أحمد خليل أبو عرمانة، عمر نصار الفليت، مصباح فائق شبير، عرفات عبد الله أبو مرشد، حسن رمضان حسنين، محمد مروان الأغا، جهاد عبد الله السميري.
حول موقف الاحتلال، كانت قد نشبت خلافات بين المستشار القضائي لحكومة الاحتلال ووزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان حول قضية المفقودين.
من جانبه أعلن المستشار القضائي أفيخاي مندلبليت أنّ على الاحتلال أن يسمح لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة بالوصول إلى النفق وإخراج المقاومين الذي فُقدوا في النفق منذ أربعة أيام.
وذكرت صحيفة "معاريف" التابعة للاحتلال، الجمعة، أنّ المستشار القضائي وضع وجهة نظر تُفيد بأنه يجب السماح بإخراج جثامين المقاومين من النفق، على العكس من موقف "إسرائيل" الذي أعلنته يوم الخميس، باشتراط إعادة الجثامين ومحاولة إنقاذ بعض المقاومين في النفق، إلا بعد حدوث تقدّم في مفاوضات غير مباشرة حول مصير الجنديين المأسورين لدى المقاومة في غزة منذ عام 2014 هدار غولدن واورون شاؤول، كذلك أصرّ ليبرمان على قراره ومضى باشتراطه.
فيما تقدّم "مركز عدالة" بالتماس يقول بأنّ "الحكومة الإسرائيلية تستخدم هؤلاء المفقودين العالقين تحت الأنقاض كورقة مساومة لأهداف سياسية، وهي اعتبارات رفضتها المحكمة العليا الإسرائيلية سابقاً، ورأت أنها لا تُبرر مثل هذا المس الخطير وغير المحمول بحياة العالقين تحت الأنقاض."
وعلى ضوء ذلك، طالب "مركز عدالة" و"مركز الميزان لحقوق الإنسان" المحكمة بإصدار قرار يُلزم جيش الاحتلال بالسماح بدخول طواقم الإنقاذ إلى المنطقة العازلة لأداء مهامهم.
وأكّد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أنّه بعد مرور أربعة أيام على القصف الصهيوني للنفق، لا يزال هناك العديد من المفقودين داخله، لم تستطع أطقم الإنقاذ الوصول لهم، نتيجة صعوبة عمليات البحث بسبب قرب المنطقة من السياج الأمني العازل الذي يفصل القطاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بالإضافة لانبعاث غازات خانقة بشكل كثيف من المكان.