لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"روحوا من هون وإلا منطخكن" بهذه العبارة الصريحة، لوّحوا بإطلاق النار على الفريق الصحفي لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وهكذا أنهى عناصر من "الأمن الوطني الفلسطيني" الذي يقوده أبو أشرف العرموشي المهمّة الصحفيّة لفريق الموقع داخل حي الطيرة في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
مهمّةُ الفريق، وكما اعتاد متابعو موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، كانت تهدف إلى الإضاءة على أحوال سكّان حي الطيرة المنكوب داخل المخيّم، ورصد ومتابعة آخر تطورات عمليّة إعادة إعمار منازلهم التي دُمّرت نتيجة المعارك الأخيرة في المخيّم، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء حيث يتضاعف همّ الأهالي المنكوبين والذين ينتظرون بصبر ترميم منازلهم، فحضرت كاميرا "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" للإضاءة على هذا الهمّ، وحضرت معها المفاجأة.
مجموعة من العناصر المسلّحة التابعة لـ "الأمن الوطني" ببنادقهم ولباسهم الميداني، حضرت لمواجهة صوت البوابة وصورتها، بمجّرد أن علموا بموضوع المهمّة الصحفيّة التي حملتها مراسلة الموقع الزميلة زينب زيّون والمصوّرة الصحفيّة هديل الزعبي، حيث غادرتا المخيّم على وقع التهديد والكلام البذيء الذي رشق به العناصر المسلحين الزميلتين لدفعهما على المغادرة، دون إنجاز مهمّتهما الصحفيّة.
تروي الزميلة زينب تفاصيل الموقف الذي بدأ مع وصولها وزميلتها هديل إلى الشارع الفوقاني بحي الطيرة، وتقول "فور وصولنا أوقفتنا مجموعة من المسلحين وسألونا عن موضوع التصوير الذي جئنا من أجله، وعندما علموا أننا نريد تصوير المنازل المتضررة جراء الاشتباكات ونريد مشاهدة الأهالي للاستماع إلى مطالبهم خصوصاً أنّ الشتاء بات على الأبواب وعملية إعمار المنازل لم تُنجز بعد، أخبرونا أنّ التصوير ممنوع داخل الحي إلا بإذن من أبو أشرف العرموشي، وطلبوا منّا أن نتوجه إلى مكتبه للحصول على الإذن".
وفي لقائنا مع العرموشي في مكتبه تقول الزميلة زينب، بدأ الأخير بتوجيه الأسئلة لنا حول طبيعة الموقع الإلكتروني الذي نعمل فيه والجهة السياسيّة التي نتبع لها، وأراد التحقق عبر اتصالاته من إجاباتنا التي أظهرت له صفة موقعنا واستقلاليّته عن أي تبعيّة سياسية، وبعد قرابة نصف ساعة، سمح لنا بالدخول وتصوير المنازل المدمّرة شريطة عدم إجراء أيّة مقابلات مع الأهالي.
وتتابع الزميلة، "بعد أن نزلنا بجولة في الحي برفقة عضوين من لجنة إعادة الإعمار "نزيه بريش وخالد الحجير" لتصوير المنازل المتضررة كما أذن لنا العرموشي، بدا وكأنّ عناصر الأمن يتتبعون تحركاتنا عبر الكاميرات المنصوبة في كافة أرجاء الحي، حيث انتظروا وصولنا إلى زاروبة بعيدة عن الشارع العام، ليفاجئنا المسؤول العسكري للمنطقة ويُدعى أبو جهاد برفقة عدد من المسلّحين، وطلبوا منّا مغادرة الحي."
وتضيف زينب، "رغم أننا قد أخبرنا أبو جهاد، بحصولنا على إذن من أبو أشرف العرموشي للتصوير، وإعلامه بشرطه عدم إجراء مقابلات مع الأهالي، إلّا أنه أصرّ على رفضه بعدم السماح لنا بالتصوير، متذرّعاً بعدم امتلاكنا لإذن خطيّ من أبو أشرف العرموشي، معبّراً عن رفضه بكلام بذيء وغير لائق، أنهاه بالتهديد باستخدام السلاح في حال عدم خروجنا من منطقته على حدّ قوله."
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حاولت الاستفهام من بعض المسؤولين، عن هذا السلوك غير المألوف في التعامل مع الصحفيين، والذي لا يعكس خطّاً سلوكيّاً لدى "الأمن الوطني الفلسطيني" الذي يأخذ على عاتقه حماية المخيّم وسكّانه وناشطيه وصحفييه.
وبعد ساعتين من حدوث الواقعة، نقل خالد الحجير، عضو لجنة إعمار حي الطيرة و الذي رافق فريق البوابة وشهد على الحدث لـ"بوابة اللاجئين"، بعض الحيثيّات التي دفعت عناصر "الأمن الوطني" في الحي للتصرف على هذا النحو المستهجن مع الفريق الصحفي، وقال "إنّه بعد خروج فريق البوابة من المخيّم، تلقى دعوة هو ونزيه بريش للحضور إلى مكتب العرموشي، حيث قام الأخير بتبرير الموقف لهما، وبأنّ عناصر الأمن تصرفوا مع الفريق الصحفي بهذا الشكل بسبب الخلفية السياسية له."
وأضاف خالد حجير نقلاً عن العرموشي، بأنّ تصرف عناصر الأمن جاء بعد أن علم العرموشي وعناصره بتبعيّة موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" لرئيس ما يُعرف بـ"التيار الاصلاحي بحركة فتح" محمد حلان، الذي تفصله مع الأمن الوطني الفلسطيني وفصائل منظمّة التحرير خصومة سياسية كبيرة.
وبدوره، ينفي موقع " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جملة وتفصيلاً اتهامات أبو أشرف العرموشي، التي ربطت الموقع بالمدعو محمد دحلان، ويؤكد الموقع على استقلاليّته الكاملة عن أيّ تيّار سياسي، والتزامه الكامل بالمهنيّة الصحفيّة وبقيم الانحياز للخط الوطني الفلسطيني، وقضايا اللاجئين الفلسطينيين المعيشيّة والإنسانيّة، كما يدين موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ما تعرّض له فريقه الصحفي من قِبل بعض عناصر الأمن الوطني، الذين لا يمثّلون إلّا أنفسهم، ويُطالب الموقع القيادات والمرجعيّات الفلسطينية بالتدخل لعدم تكرار هذه الممارسة بحق الصحفيين والإعلاميين، ليكون "الأمن الوطني الفلسطيني" غطاءً لحماية وأمن اللاجئين وضامناً للحريّات الصحفيّة وحاميّاً لها، لما في ذلك من تكامل بالدور الوظيفي لخدمة اللاجئين الفلسطينيين والنضال من أجل قضاياهم.