النمسا-وليد صوان
وصل الناشط السويدي بنيامين لادرا إلى العاصمة النمساوية فيينا قادماً من سلوفاكيا في إطار رحلته التي بدأها من السويد سيراً على الأقدام للوصول إلى فلسطين.
وسينتقل لادرا إلى مدينة غراتز النمساوية خلال أيام، حيث سيصل إليها بعد أسبوع من الآن، لينتقل منها إلى سلوفينيا، في رحلة تهدف إلى تعريف الأوروبيين بالقضية الفلسطينية.
وخلال مقابلة مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على هامش استقبال أقامه نادي حنظلة أكد الناشط الأوروبي سعيه إلى توسيع دائرة التعاطف مع الفلسطينيين في القارة العجوز.
كما أوضح لادرا البالغ من العمر (24) عاماً أنّ فكرة هذه الرحلة نابعة من رغبته بتقديم شيء للقضية الفلسطينية يختلف عن النشاطات والفعاليات والمظاهرات التي شارك فيها سابقاً.
وحول ردود الفعل التي قابلته خلال طريق رحلته بيَّن أنّ العديد من الناس يبادرون إلى السؤال عن العلم الفلسطيني الذي يحمله معه خلال رحلته، فيبدأ بشرح المأساة الفلسطينية، فالكثير من الناس يبدون تعاطفهم.
وكشف الناشط السويدي عن تعرضه لمضايقة من أحد الأشخاص قبل أيام في سلوفاكيا، بمحاولة نزع العلم الفلسطيني والحديث بطريقة سيئة، لافتاً إلى أنه تعرض إلى هجوم مليء بالكراهية ضده وضد القضية الفلسطينية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
كما قال أنه يتجنب الرد عليهم بأسلوب الكراهية الذي يتبعونه لأنه صاحب رسالة يريد إيصالها، وهذه الرسالة أسمى من الرد العنيف على هؤلاء، فالحجة ومنطق الحق الذي يملكه الفلسطينيون أقوى من أساليب العنف والكلام الحاقد.
ورداً على سؤال عن منعه من دخول فلسطين من قِبل الاحتلال أوضح الناشط أنه سيقوم بحملة إعلامية وشعبية للضغط على الاحتلال، مشيراً إلى أن ذلك سيكشف زيف ادعاء الاحتلال بأنه دولة ديمقراطية تمنع مواطناً أوروبياً من الدخول إليها.
ولفت إلى أنه ترك عمله في منظمة الصليب الأحمر الدولي من أجل إنجاز هذه الرحلة التي يموّلها من خلال شقة يؤجرها في السويد، إضافة إلى التبرعات التي يقدمها بعض الأشخاص الذين يقابلهم.
أما عن الصعوبات التي يواجهها فأشار إلى النوم في الخيمة التي يحملها معه في فصل الشتاء فضلاً عن صعوبة تأمين بعض الاحتياجات كالطعام والشراب، مشدداً على أنّ ذلك لا يُمثّل شيئاً أمام معاناة الفلسطينيين والكثير من الشعوب الأخرى.
وأكد لادرا أنّ الكثيرين لديهم مشكلة كبيرة في فهم الصراعات الجارية في الكثير من الدول، لكن ذلك لا ينطبق على القضية الفلسطينية لأنها قضية واضحة فهي نضال من أجل الحرية والتحرر من الاحتلال.
كما أعرب عن حزنه من انشغال الفلسطينيين بالانقسام والمصالحة الفلسطينية، ما أدى إلى تركيز الجهود تجاهها، على حساب مناهضة الاحتلال.
وحول مشاريع تضامنه المستقبلية التي سينجزها بعد إنهاء رحلته ووصوله إلى فلسطين، شدد لادرا على أنه سيجري لقاءات وحوارات في الجامعات والمدارس ومراكز الجمعيات السويدية والأوروبية، حول رحلته ومعاناة الفلسطينيين جراء الاحتلال.
وسيتجه لادرا بعد إنهاء جولته في سلوفيينا إلى كرواتيا، ومنها ينطلق باتجاه البوسنة والهرسك وصربيا ومقدونيا واليونان ثم تركيا وفلسطين، بعد أن بدأ رحلته من السويد متجهاً إلى الدنمارك وألمانيا، والتشيك وسلوفاكيا، حيث تقدر المسافة التي سيقطعها كاملة بـ (4800) كيلو متر، بمعدل (30) كم في اليوم.
يُذكر أنّ الناشط السويدي بنيامين لادرا بدأ رحلته من بلده تجاه فلسطين في شهر آب الماضي، حيث يتوقع أن يصل فلسطين بعد نحو (5) أشهر من الآن.