لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
زينب زيّون
استضافت سفارة دولة فلسطين في لبنان، يوم الأحد 24 كانون الأول، أعمال المؤتمر الأول لـ "الإتحاد العام لطلبة فلسطين- فرع لبنان"، بعنوان "القدس عاصمة فلسطين الأبدية". حيث حضره سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور وممثلون عن بعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فقط الكادر الأول لكل فصيل، وممثلون عن المكاتب الطلابية لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، حيث حضر من كل منطقة فقط المندوبون الذين تمّ التوافق عليهم دون إجراء انتخابات في المناطق تمنحهم الحق في التمثيل والمشاركة.
لوحظ غياب ممثلي الطلبة المنتسبين لمنظمة الشبيبة الفلسطينية المحسوبة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكذلك الكتل الطلابية المحسوبة على فصائل خارج منظمة التحرير (حماس، والجهاد) كما تم استبعاد المئات من الطلبة المستقلين الذين يفوق عددهم ضعف عدد الطلبة المنتسبين للّجنة التحضيرية للأتحاد العام لطلبة فلسطين- لبنان.
رئيس اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد" في لبنان "التابع للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" يوسف أحمد "قال تعليقاً على ذلك:" في العام 2015، نجحنا بتشكيل لجنة تحضيرية من مختلف الأطر الطلابية الفلسطينية العاملة في لبنان، وتحديداً حركة فتح، الجبهة الديمقراطية، حزب الشعب، الجبهة الشعبية، جبهة النضال، التحرير العربية والفلسطينية، وقد عملت اللجنة التحضيرية بجهد كبير لإعداد الكادرات الطلابية القادرة على التحضير للمؤتمر، وشكّلت لجان في مختلف المناطق، وعقدت عدة ورشات طلابية حضرها مئات الطلبة الفلسطينيين في لبنان وجرى خلالها مناقشة الدستور والبرنامج وآليات العمل المطلوبة لإنجاح عقد المؤتمر. وبعد ذلك، بدأت اللجنة تتفاعل في كافة المناطق مع جميع الطلبة الفلسطينيين في الجامعات، وحثهم على الإنتساب للإتحاد بعيداً عن إنتماءاتهم السياسية أو الحزبية. وبالفعل تجاوب آلاف الطلبة ممن ينتمون للفصائل وغيرهم من الطلاب المستقلين، ووصل عدد المنتسبين إلى أكثر من ثلاثة آلاف طالب فلسطيني، وهذا يعني أنّ نسبة المنتسبين للإتحاد وصلت لأكثر من نصف عدد الطلبة الجامعيين".
وتابع أحمد أنّ "اللجنة التحضيرية عملت بروح وطنية ودخلت كلّ جامعة ومعهد، ولم ترفض أي طلب إنتساب من أيّ طالب فلسطيني في لبنان". مشيراً إلى "أننا عندما نقول إنّ عدد الطلبة المنتسبين للإتحاد بلغ أكثر من ثلاثة آلاف طالب، فهذا الرقم يشير إلى شرعية الإتحاد وبأنه يمثّل آلاف الطلبة الفلسطينيين، دون أن ننسى أن هذا العدد من المنتسبين جاء رغم غياب الإتحاد عن العمل لأكثر من 25 عاماً، لذلك فإن هذا العدد يعتبر جيداً نظراً لغياب هذا الإطار سنوات طويلة عن ساحة العمل الطلابي الفلسطيني في لبنان. وبكل تأكيد تبقى شرعية التمثيل مرتبطة أيضاً بما يمكن أن يقدمه الإتحاد من برامج تحاكي قضايا الطلبة الفلسطينيين في لبنان، وأهمها العنوان الوطني وكيفية الإرتقاء بدور الشباب والطلبة في العملية الوطنية وتحشيد طاقاتهم في خدمة القضية الفلسطينية وحفظ الهوية الوطنية وإعداد جيل فلسطيني قادر على تحمل المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقه".
وعن غياب عملية الإنتخابات، أشار أحمد إلى أنّ "عدد من طلابنا في لبنان يلتحقون بالجامعات والمعاهد اللبنانية، والتي ليس لنا أي سلطة عليها، ولا نملك قرار إجراء إنتخابات داخل حرم تلك الجامعات، هذه الصعوبات شكلت عائقاً أمام إنجاز العملية الإنتخابية، وفق ما هو وارد حرفياً بدستور الإتحاد، لذلك توافقت اللجنة التحضيرية بكامل أعضائها وجميع الأطر الطلابية، على أن يتم العمل بروحية الدستور ويتم اعتماد التنسيبات كآلية بديلة عن صناديق الإقتراع".
بدوره قال مدير مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان عاصف موسى لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": عقد المؤتمر الأول للإتحاد العام لطلبة فلسطين في لبنان، حيث شاركت فيه المكاتب الطلابية في حركة فتح، الجبهة الديمقراطية، حزب الشعب، جبهة النضال وجبهة التحرير الفلسطينية فقط، واستبعدت منه كلّ من منظمة الشبيبة الفلسطينية، التي أعلنت انسحابها ومقاطعتها للمؤتمر، بالإضافة إلى جبهة التحرير العربية، جبهة التحرير العربية الفلسطينية، وكافة الطلبة المستقلين، مثل مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان، الذي يُعد من أكبر المكاتب الطلابية المستقلة، حيث يضم في صفوفه أكثر من 1500 طالب وطالبة، والذي استطاع خلال ثلاث سنوات تأمين أكثر من 300 منحة دراسية بقيمة مئة بالمئة وأكثر من 1700 مساعدة للطلبة الفلسطينيين في لبنان".
فيما اتهم عاصف موسى اللجنة التحضيرية بالعمل على إبقاء كافة الترتيبات والتحضيرات للمؤتمر سرية،حيث قال "سادت اتصالات ولقاءات مكثفة من أجل تقاسم الحصص بين القوى المشاركة في المؤتمر على حساب آلاف الطلاب المستقلين الذين لم يتم فتح باب التنسيب لهم، وكان من المفترض إعلان وتبليغ الطلاب الفلسطينيين، عبر كافة مواقع التواصل الإجتماعي وعبر كافة القنوات المتاحة، من أجل الانتساب للإتحاد، وهذا ما لم يحصل حيث بقيت التنسيبات سرية واقتصرت على عدد من طلاب فصائل منظمة التحرير".
وبالنسبة للمخالفات القانونية لدستور الاتحاد، قال موسى إنّ "غياب الانتخابات في المناطق هي خطوة مخالفة لدستور الاتحاد، فهو ينص على إجراء إنتخابات في المناطق أولاً، للوصول إلى عقد المؤتمر العام، وهذا ما لم يحصل، حيث شهد المؤتمر عملية محاصصة. ورافق ذلك الكثير من المخالفات القانونية لدستور الإتحاد، حيث عملت اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر على مقياس أشخاص مُعينين، بالإضافة إلى أنّ الإستمارات لم تكن متاحة لكافة الطلاب والمكاتب الطلابية الفلسطينية في لبنان".
وبالنسبة لأسباب تغييب المستقلين، أشار موسى أنّ "اللجنة التحضيرية لم تصل بعد لقناعة إشراك كافة الطلاب ومكوّنات المكاتب الطلابية بهذه العملية، لذا عملت على تغييب كافة الطلبة المستقلين". مطالباً المعنيين بأن "يكون هناك إتحاد عام لطلبة فلسطين يضمّ كافة الطلاب في لبنان، فطلابنا يُعانون الكثير من المشاكل والأزمات، لذا نحن بحاجة إلى تظافر كافة الجهود لحل تلك المشاكل، والابتعاد عن سياسية المحاصصة واستبعاد الآخر".
هيثم عبدو مسؤول منظمة الشبيبة الفلسطينية في لبنان المحسوبة على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قال في حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": نحن مع إعادة تفعيل وإصلاح جميع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها الإتحاد العام لطلبة فلسطين، لأن الإتحاد يضمّ طاقات شابة تلعب دوراً أساسياً في تطوير مجتمعنا وعليها تقع مسؤولية رسم الرؤى والاستراتيجيات من أجل قيادة الشعب الفلسطيني إلى تحقيق أهدافه الوطنية.
وحول أسباب مقاطعتهم للمؤتمر وانسحاب منظمة الشبيبة من المشاركة بمؤتمر الإتحاد العام لطلبة فلسطين أشار إلى " أنّ هذا المؤتمر غير دستوري استناداً إلى النظام الداخلي للإتحاد، وخصوصاً المواد ٢٢ و٢٩ و٣١، والتي تنص على انتخاب ممثلي الوحدة للمؤتمر السنوي للفرع، وهذا ما لم يحصل".
وبالنسبة لتغييب عدد كبير من الطلاب الفلسطينيين، قال عبدو إنّ "الآلية التي اتبعت بعملية التنسيب والتي اعتمدت التنسيب الفصائلي، وليس كما ينص الدستور على تشكيل لجنة تنسيبات للإتحاد بكل منطقة ينتسب الطالب من خلالها ويقوم بالتوقيع شخصياً على طلب الانتساب ودفع الاشتراك، هذا ما حرّم وغيّب أكثرية الطلاب الفلسطينيين، وبالتالي تمّ إتباع آلية مخالفة لدستور الإتحاد، فلم تجري انتخابات في المناطق، بل قام كل فصيل بتعيين مندوبيه".
وبما يتعلّق بالمواصفات التي يجب أن يتمتّع بها الإتحاد العام، أشار عبدو أنّه "في البداية يجب إعادة الإعتبار إلى دستور الإتحاد وتطبيق البنود الواردة فيه، لتجنّب إستثناء أي طالب فلسطيني من الإنتساب إليه، كما يجب تشكيل لجان تنسيب في المناطق التابعة للإتحاد، ليست فصائلية بل تكون مسؤولة عن تطبيق كل المواد المذكورة بالنظام الداخلي الخاصة بالتنسيب، والتي لا تميز بين طالب وآخر، ومن ثم يتم عقد الجمعيات العمومية للإتحاد بالمناطق، على أن تنتخب لجنتها بكل منطقة ومندوبيها إلى مؤتمر الإتحاد على مستوى لبنان، على أساس التمثيل النسبي الكامل الذي يعطي كل الكتل الطلابية الفصائلية والمستقلة حقها في أن يتمثلوا في الهيئات".
أما رئيس الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في لبنان "التابعة لحركة حماس"، محمد سالم فقد قال: "رغم أن التحضيرات للمؤتمر بدأت منذ زمن طويل، بحسب ما علمنا، غير أن الجهات المنظمة لم تشاورنا كرابطة أو تطلعنا أو تدعونا إلى أي من مراحل عملها، ولهذا دلالاته ورسائله الواضحة، إذ يوضح عقلية عمل معينة لدى المنظمين، وللأسف". وتابع: "لا نعلم ما الهدف من تحييد العديد من الجهات من المشاركة، فالمشاركة بالمؤتمر ضرورية ومهمة لكل الأطر الشبابية الشعبية الفلسطينية، حتى ولو كانت خارج منظمة التحرير، فأهمية الإتحاد تكمن في جمع كافة الشباب الفلسطيني بكافة إنتماءاتهم، وهذا لم يحصل".
وعن أهمية دور الشباب، قال سالم: "الشباب مستقبل مشروعنا الوطني، غير أنّ هذا المؤتمر بني على عطب ونتج عنه عطب أكبر، ففيه تسلط وتفرد ومحاصصة وصفقات مغلّفة ببعض مشاهد الديمقراطية التي من المفترض أن تكون هي المنهج في البناء والتكوين لمنظمات التعبئة العامة لطاقات الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الاتحاد العام لطلبة فلسطين".
وأوضح سالم أنّ "المؤتمر الذي عُقد في سفارة فلسطين في لبنان تجاهل وجود شريحة ضخمة من طلبة الجامعات المستقلين والمنتسبين لهيئات طلابية قوية وفاعلة ومؤثرة ولها حجمها. ونعتقد أن الأرقام المُضخّمة التي ذكر المؤتمر تمثيلها، مُبالغ فيها بشكل غير منطقي ويتناقض مع المعطيات الميدانية، خاصة أنّه لا يمثل الشريحة الطلابية الفلسطينية الأوسع في لبنان".
وعن الطلاب الذين استبعدوا، قال سالم: "الطلاب يعرفون دورهم، فهم طليعة المجتمع، منهم وبينهم يُصنع وعي المجتمع وتُصاغ الأدوار الوطنية". كما دعاهم لـ "تعزيز حضورهم بقوة وانتزاع مكانهم في العمل الوطني، فالحقوق لا تُمنح، ومن يعمل لتحرير وطن لا يعجز عن تحرير الأطر والعقليات المقيّدة بالمصالح الفئوية أو المحاصصة أو التشكيلات المعلبة".
وختم قائلاً "نتفهّم أن تُبادر جهة لتفعيل الشريحة الطلابية عبر إطلاق منصات ومبادرات خاصة تتيح للطالب المساهمة بشكل أكثر فاعلية في التأثير بالمجتمع وتحسين ظروف شريحة الطلبة، لكن لا نتفهم التسلط على الأطر الرسمية واحتوائها، وخصوصاً محاولة احتواء الاتحاد العام لطلبة فلسطين".
هي خسارة فرصةٍ تاريخية لتوحيد كافة الجهود من أجل بناء إتحاد عام لطلبة فلسطين في لبنان، فالقوى الطلابية التي شاركت في المؤتمر، راضية عن النتيجة التي صدرت عنه، لمجرّد أنّها أخذت عدداً من المقاعد، متناسيةً في الوقت نفسه كلّ ما كانت تدعو له لجهة فتح باب التنسيبات لكافة الطلبة، والانتخابات الحرّة والشفافة والشاملة لكافة المناطق، لنرى في النهاية قبولها بتقاسم الحصص داخل الإتحاد. ولو كانت نوايا اللجنة التحضيرية وهمّها مصلحة الطلبة في لبنان لكان عدد المنتسبين يفوق العدد الحالي بضعفين ولكنّا شاهدنا مؤتمراً يضمّ كافة الطلاب الفلسطينيين في لبنان. ولكن نوجه سؤالاً للفصائل الفلسطينية التي شاركت بالمؤتمر، هل هي راضية عن ما حصل من استبعادٍ لمئات الطلبة الفلسطينيين من المشاركة في المؤتمر؟