فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قال مسؤول كبير لدى الاحتلال، أنّ بلاده تدعم خفض التمويل الذي تُقدّمه الولايات المتحدة إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بشكلٍ تدريجي.
وحسب وكالة "رويترز" فإنّ المسؤول أوضح "لكن إسرائيل تُفضّل أن يتم هذا الخفض بشكل تدريجي"، في إشارة إلى دعم واشنطن لـ "الأونروا".
من جانبها كشفت صحيفة "هآرتس" التابعة للاحتلال في عددها الصادر، الأحد 7 كانون الثاني، أنّ التقليصات التي تنوي الإدارة الأمريكية تنفيذها ضد "الأونروا"، ستؤدي إلى فقدان (12) ألف مُدرّس في قطاع التعليم بالضفة المحتلة وقطاع غزة وظائفهم، وأن تكون وظائف (20) ألف مُدرّس في مناطق عمليات "الأونروا" الخمسة مُعرضة للخطر.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمميّة قولها أنّ التعليم الذي تُقدمه "الأونروا" في مناطق عمليّاتها سيتأثر أكثر من قطاعات الصحة وتوزيع المواد الغذائية والبُنى التحتيّة، والتي يُعتبر غيابها مُهدداً لحياة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات وكالة الغوث.
وحسب الصحيفة، فإنّ مصادر أمريكية أبلغتها أنّ المندوبة الأمريكية نيكي هايلي هي من تضغط لاتخاذ إجراءات عقابيّة ضد "الأونروا" بالتنسيق مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي يؤيد اتخاذ إجراءات ضد "الأونروا" تدريجياً ودمجها في المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين.
في سياق متصل، تؤكد مصادر أمنيّة لدى الاحتلال أنّ التقليصات ستؤدي إلى تصعيد أمني خطير وبالذات على قطاع غزة، وحذّر مسؤولون لدى الاحتلال من مخاطر قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين.
وقال مكتب نتنياهو في بيان مُختصر، "إنّ رئيس الوزراء يدعم المنهج الدقيق الذي يتبناه الرئيس ترامب، ويؤمن بضرورة اتخاذ خطوات عمليّة لتغيير الموقف الذي تُخلد بموجبه الأونروا مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلاً من أن تحلّها."
فيما نفت مصادر أمريكية لـ "هآريتس" بأنّ واشنطن قررت تجميد مساعداتها لـ "الأونروا"، مُشيرةً إلى أنّ البيت الأبيض يدرس هذه الخطوة تطبيقاً لسياسة ترامب، إلا أنّ قراراً لم يُتخذ بعد حول الموضوع.
وأشارت مصادر في "الأونروا" للصحيفة بأنّ واشنطن تدفع جزء من تمويلها خلال الأسبوعين الأولين من كانون الثاني، وأنّ المنظمة الدولية يمكنها الحكم على الموقف في الأسبوع الثالث من كانون الثاني فقط.
من جهته قال الناطق باسم "الأونروا" كريس غينيس للصحيفة بأنه "بناءً على حوارات مكثفة مع الإدارة الأمريكية فإنّ واشنطن لم تتخذ بعد قراراً بتجميد مساعداتها"، موضحاً "واشنطن هي أكبر مساهم في ميزانية الأونروا منذ 70 عاما وهي شريك استراتيجي ونحن سنعمل بدون كلل من أجل تطبيق التفويض الممنوح لنا لخدمة اللاجئين من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي وصفت دورنا بانه لا يمكن الاستغناء عنه."
وأضاف غينيس "الأونروا ليست لمبة كهرباء يمكن إطفاءها بضغط زر، ومن غير المسموح لهذا الجهد الإنساني الكبير والفرص والأمل الذي أوجدته الأونروا أن يندثر"، مُؤكداً أنّ هذا لن يكون في مصلحة أحد لأنّ نتائجه من الناحية الإنسانية ستكون كارثية وسيكون له نتائج غير محسوبة على الاستقرار الإقليمي."
قال أيضاً "في عام 2015 اضطررنا إلى تأجيل بداية العام الدراسي بسبب نقص التمويل وهذا كان صادماً لملايين اللاجئين الذين يعانون من الفقر والتهميش"، موضحاً "نحن منظمة مندمجة في حياة اللاجئين وأي تدهور في أوضاعنا سيكون له نتائج دراماتيكية وخيمة على المدى الأبعد."
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدّد قبل أيام بوقف تقديم التمويل للفلسطينيين، وصرّحت كذلك المندوبة الدائمة لواشنطن في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أنّ بلادها ستوقف دعمها لـ "الأونروا"، إلى أن يعود الفلسطينيون لطاولة المفاوضات.
وبعد أيام من تلك التصريحات، نشرت بعض المصادر أنباء حول تجميد الولايات المتحدة مبلغ (125) مليون دولار كان من المُقرر دفعه لـ "الأونروا"، ونفى المتحدث الرسمي باسم وكالة الغوث في حينه أن تكون الإدارة الأمريكية قد أبلغتهم بشكل رسمي بأي تغييرات على التمويل الذي تقدمه لـ "الأونروا".
وطبقاً للموقع الإلكتروني لـ "الأونروا" تُعد الولايات المتحدة أكبر مانح للوكالة، حيث كانت تُقدم نحو (370) مليون دولار أمريكي حتى 2016.