لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
شذى عبد العال
معاناة اللاجئ الفلسطيني في مخيّمات لبنان لا يمكن حصرها في صعيدٍ محدد، فهي شاملة وتعمّ كافة الشرائح والفئات الاجتماعيّة من اللاجئين، بسبب الواقع الاقتصادي والاجتماعي والقانوني، وما يخلّفه من تهميش وحرمان. ولعلّ شريحة ذوي الاحتياجات الخاصّة هي الأكثر بؤساً في هكذا واقع، نظراً لحاجتها لمتطلّبات وأدوات ورعاية خاصة، تمكّنها من مواجهة واقعها كما الأناس العاديين، وهذا ما تقصّر به المؤسسات الفلسطينية الرسميّة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونورا" التي طالت تقليصاتها الخدميّة هذه الشريحة فأصابتها إنسانيّاً في الصميم.
محمد قاسم 19 عاماً، لاجئ من مخيّم نهر البارد شمالي لبنان، وواحدٌ من ذوي الاحتياجات الخاصّة، يعاني من مشاكل في عينيه وقصر في الساقين، تحدّث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن عدم قدرته تأمين تكاليف الأجهزة المُساعدة التي يستخدمها، وعدم ايجاد مؤسسة تعينه على ذلك.
يعبّر محمد عن تمنيه وجود داعم له، لكي يستطيع شراء جهاز لساقيه، فبعد مرور سنيتين على عدم قدرته على تأمين الجهاز، لم تلتفت وكالة " الأونروا" لحاله، فهي لا تغطّي سوى 30 % من التكاليف، في حين لا توّفر ظروفه وظروف عائلته الاقتصاديّة الصعبة القدرة على تأمين التكاليف وفق ما قال لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
جمعيّات أهليّة بديلة غير كافيّة
في ظل هكذا واقع، توفّر بعض الجمعيّات التي تُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، بعض المتطلّبات. و بالرغم من قلّتها، فهي تغطي بعض حاجيّات هذه الشريحة، كجمعية التأهيل المجتمعي (CBRA) في شمال لبنان، التي توفّر بعضَ الرعاية لهذه الفئة الاجتماعيّة، ومساعدتهم من خلال الدعم النفسي والتربوي وتقديم ما تيّسر من خدمات طبيّة وتقنية لهم.
المنسقة التربوية في الجمعية نجاح سليمان قالت "لبوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ هناك نحو 312 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصّة، من مخيم نهر البارد و457 في مخيم البداوي، مسجّلين لدى جمعية الـ CBRA من أطفال وكبار.
وأضافت نجاح،" أنّ الجمعية تتعاون مع الاونروا لتسهيل عملية التعليم والمناهج التربوية، وهناك خدمات تقدمها الاونروا من أجهزة وكراسي للمقعدين وسماعات، لكنها ليست كافية ومحدودة وهم بحاجة الى دعم أكثر، فبعض الأمراض لا تغطي الوكالة علاجها ، وهناك نقص في إحصاءاتها لعدد الأشخاص من هذه الشريحة.
جيلان سعيد طالبة سيكرتارية وإحدى ذوات الحاجات الخاصّة، تحدّثت عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بكلمات مقتضبة، وهي لسان حال هذه الشريحة المهمّشة، وقالت " أتمنى أن تصل رسالتي للمعنيين، وأن تلتفت لنا المؤسسات من خلال تأمين الأجهزة المكلفة، ودعمنا من خلال برامج التأهيل لدمجنا في المجتمع مع غيرنا، ليتأقلم المجتمع معنا".