سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تعيش نحو (2400) عائلة فلسطينية في بلدة المزيريب جنوبي سوريا، ظروفاً معيشيّة كارثّية، وفق ما يكاد يُجمع الأهالي على توصيفها، في ظل حالة تهميش قصوى، من قبل الممثلين الاعتباريين للشعب الفلسطيني اللاجئ "فصائل فلسطينية – منظمة التحرير"، وتقاعس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن تقديم مستوىً من الخدمات والإعانة والرعاية، يتناسب مع حجم الكارثة التي حلّت باللاجئين الفلسطينيين جرّاء الحرب الدائرة في سوريا.
بالإضافة إلى (1500) عائلة فلسطينية من سكّان البلدة، قصدت نحو (900) عائلة هُجّرت من مخيّمات وتجمعات فلسطينية طالتها الحرب السوريّة، بلدة المزيريب، لتُشارك سكّانها ولاجئيها معاناة الأزمات الاقتصاديّة والمعيشيّة، وتردّي الوضع الخدمي والصحيّ في البلدة.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصدت واقع الحال على لسان مُعايشيه، حيث شرح أحد اللاجئين في البلدة، لمراسل البوابة، جانباً من المعاناة المعيشيّة، تحت ضغط الأزمات الاقتصاديّة والبطالة المستشرية في صفوف الشبّان، أمّا عن العمل إن توفّر، فلا تتخطى أجرة العامل يوميّاً الدولارين، وهو مبلغ لايكفي ثمن ربطة خبز وعلبة لبن، واللتين يصل سعرهما إلى (3) دولارات.
واقع معيشيّ، يصنّف وفق المعايير الدوليّة، بأنّه دون خط الفقر العالمي، ليتحالف المعيشي مع الخدمي والأمني، في التردّي، رافعّاً مأساة اللاجئين في بلدة المزيريب إلى مستوى الكارثة، دفع اللاجئ للقول "المعيشة في هذا المكان باتت مستحيلة".
لاجئٌ آخر، أكّد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، انعدام الخدمات بشكل شبه كلّي في عموم بلدة المزيريب، فالكهرباء منقطعة منذ بدء الحرب، أمّا الماء فهو غير متوفّر باستثناء ما تؤمنه بعض الهيئات المدنيّة في التجمعات الفلسطينية، فضلاً عن المعاناة في تأمين مستلزمات التدفئة وسواها.
وفيما يخصّ المساعدات الماليّة و الإغاثيّة، يعتمد الأهالي على ما تقدّمه بعض الهيئات الإغاثيّة من كراتين وسلل غذائيّة، يشتكي اللاجئون من عدم كفايتها نظراً لطول المدّة بين التوزيع والآخر والتي تتعدى الشهرين والثلاثة في بعض الأحيان. ولا بدائل شرائيّة لدى معظم اللاجئين وفق ما يؤكّدون، فالمورد المالي الوحيد المتمثّل بمبلغ المساعدات الشهريّة الذي تقدّمه "الأونروا"، لا يكفي لتغطيّة نفقات العشريّة الأولى من الشهر.
في المزيريب أيضاً، لاجئون فلسطينيون نزحوا من تجّمع جلّين في منطقة حوض اليرموك، لم يجدوا مأوىً سوى خيامٍ نصبوها في أراضٍ زراعيّة، لا تشكّل فرقاً إيوائيّاً كبيراً بينها وبين العراء.
فقرٌ مدقع لا يتيح لنحو (9) عائلات من جلّين استئجار سكن مناسب وسط البلدة، من بين هؤلاء المهجّرين عجزة ومسنّون،حيث ناشدت لاجئة مسنّة منهم عبر كاميرا "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من وصفتهم بأهالي النخوة مساعدتهم والنظر لحالهم.
شاهد التقرير►