فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تستمر فعاليات وتحركات مسيرة العودة الكبرى في خيام العودة على طول السياج الأمني العازل شرقي قطاع غزة، لليوم الحادي عشر على التوالي، الاثنين 9 نيسان/ابريل، وصولاً للحشد والتحرك الأكبر في ذكرى النكبة منتصف أيار المُقبل.
وفي هذا السياق، استهدفت قوات الاحتلال تجمّع للصحفيين خلال اعتصام نظمته الطواقم الصحفيّة، ضمن فعاليات مسيرة العودة، شرقي مخيّم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة عدد من الصحفيين بحالات اختناق، بالإضافة إلى إصابة المسعف عماد البحيصي أحد مُسعفي الهلال الأحمر، خلال تواجده لإسعاف المشاركين.
كما قامت قوات الاحتلال بإطلاق الكلاب البوليسيّة على المُشاركين في فعاليات العودة شرقي المخيّم، فيما تخلّل فعاليات العودة شرقي المخيّم القيام برسم لوحة عبّرت عن حلم العودة للاجئين الفلسطينيين.
وأفادت مراسلة "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ المنطقة الشرقيّة لمخيّم البريج شهدت نقل خيام العودة من مكانها السابق إلى نقطة جديدة مُتقدّمة قرب "بوّابة المدرسة"، التي تمكّن الشبان قبل سنوات من تفكيكها بالكامل ودخول الأراضي المحتلة.
ويأتي ذلك في إطار التحضيرات والبرنامج الذي تحدثت عنه الهيئة الوطنيّة العليا للمسيرة، حيث كان الحديث منذ البداية حول التقدّم بشكل تدريجي في خيام العودة التي أقيمت على بعد (700) متر من السياج الأمني العازل الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة، لتصل مع ذكرى النكبة إلى أقرب نقطة، حيث سيزحف الفلسطينيون باتجاه أراضيهم المحتلة التي هُجّروا منها، مُخترقين السياج.
وشهدت المنطقة الشرقية لمدينة غزة، تدشين وافتتاح صرح العودة الذي تضمّن صوراً لرموز عالمية مثل مارتن لوثر كينج، وغاندي ونيلسون مانديلا، تحت عنوان "مسيرة العودة الكُبرى."
وفي خانيونس جنوبي القطاع، شيّع الفلسطينيون جثمان الشهيد مروان قديح (45) عاماً، الذي ارتقى مُتأثراً بإصابته برصاص الاحتلال شرقي خانيونس خلال الأيام الماضية، وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى (32)، وإصابة أكثر من ألفي فلسطيني.
بدورها، حذّرت مدعية المحكمة الجنائيّة الدولية فاتو بنسودا من أنّ المحكمة يُمكن أن تُقاضي كل من يرتكب جرائم حرب في قطاع غزة، وتعليقاً على ارتقاء (32) فلسطينياً منذ انطلاق مسيرات العودة، قالت "إنّ العنف ضد المدنيين يُمكن أن يُشكّل جرائم بموجب اتفاقيّة روما"، داعيةً إلى إنهاء إراقة الدماء التي يشهدها القطاع.
وفي بيان صدر عنها في لاهاي قالت "إنّ أي جرائم جديدة مُفترضة تُرتكب في سياق الوضع في فلسطين، يُمكن أن تخضع لتحقيق يُجريه مكتبي."
ويأتي بيان مُدعية المحكمة الجنائية في الوقت الذي فشلت فيه الأمم المتحدة استصدار موقف وبيان رسمي مُعلن من الأحداث الجارية، حيث أوقفت الولايات المتحدة ذلك.
وشهد إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد في 30 آذار/مارس الماضي، انطلاق مسيرات العودة الكبرى على طول السياج الأمني العازل بمشاركة سلميّة من كافة شرائح وفئات المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، رفضاً للحصار وأي محاولات لتصفية القضيّة الفلسطينية وقضيّة اللاجئين، ولتنفيذ حق العودة الذي نصّ عليه القرار (194)، وقوبلت المسيرات بالاعتداء وإطلاق النار تجاه المُشاركين السلميين الذين رفعوا علم فلسطين.