سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
المدنيون في مخيّم اليرموك، تصدروا محور الحدث في الأسبوع الثاني لشهر نيسان/إبريل، في ظل الترقّب الواسع لعمليّة عسكرية قد تندلع في أيّة لحظة، تؤشر عليها الحشود المتواصلة لقوّات النظام ومواليه على تخوم المخيّم، وتحصينات تنظيم "داعش" المستمرة داخله. وفي هذا السياق تشهد بعض المحاور اشتباكات عسكرية متقطعة في حين طال القصف خلال هذا الأسبوع مناطق داخل مخيّم اليرموك، في وقت يواصل تنظيم داعش انتهاكاته بحق اللاجئين الفلسطينيين، ويتوالى سقوط الضحايا من اللاجئين.
مخيّم اليرموك وجنوب دمشق:
الأبرز يرموكيّاً، مسألة المدنيين العالقين داخل المخيّم، حيث حذّرت " لجنة الطوارئ الفلسطينية في جنوب دمشق" وهي لجنة منبثقة عن اجتماع الهيئات والشخصيات الفلسطينية في البلدات الجنوبيّة، الجمعة 13 نيسان/مارس، من مصير مأساوي قد يطال المدنيين المحاصرين في مخيّم اليرموك، في حال تعرّض المخيّم لعمليات عسكريّة واسعة من قبل قوّات النظام، لمحاربة تنظيم " داعش".
ونقلت مصادر إعلاميّة، أنّ اللجنة قد ناقشت خلال الاجتماع، "محاولة فتح قنوات اتصال مع أصحاب القرار بالخارج وتوجيه خطابات لمنظمة التحرير الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها تجاه أهالي مخيم اليرموك، ومحاولة تأمين ممر أمن للمدنيين في حال حصول عمل عسكري على المخيم بالتنسيق مع كل الاطراف"
يأتي هذا التحذير، في وقت تتزايد في المؤشرات عن قرب بدء عمليات عسكريّة واسعة باتجاه المخيّم، وفي هذا السياق، أفادت مصادر محليّة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الأربعاء 11 نيسان / إبريل، أنّ قوات النظام والفصائل الموالية له، استقدمت عدداً من الجرافات والكاسحات، الى جانب قوّاتها المحتشدة على التخوم الشمالية والشمالية الشرقيّة لمخيّم اليرموك.
وأضافت المصادر، أنّ هذه المعدات الجديدة تستخدم لإزالة الأنفاض والسواتر الترابيّة التي تشكل معوقات لمرور الدبابات، مشيرةً الى أنّ مداخل المخيّم تغصّ بتلك المعوقات، ما بدا أنّه تمهيداً للبدء في إزالتها لغرض شنّ عمليّة عسكرية بإتجاه المخيّم.
أمّا تنظيم " داعش" فيواصل تحصيناته العسكريّة على حساب المدنيين، حيث قام عناصر تنظيم " داعش" الثلاثاء 10 نيسان/ إبريل، بإخلاء السكّان المدنيين القاطنين في المناطق الممتدة من شارع لوبية الى ثانوية اليرموك للبنات شرق المخيّم، والتي تعرف بـ"قطاع الشهداء"، وإعلانها مناطق عسكريّة مغلقة.
ووفق المصادر، فإنّ التنظيم شرع في تهجير أهالي القطّاع، بالتزامن مع جلب معدات وآليات حفر، لتحصين المنطقة بالخنادق والمتاريس، لكونها تعتبر منطقة تماس واشتباك مع الفصائل الفلسطينية المواليّة للنظام.
كما قام ما يُسمّى " المكتب الطبّي في الدولة الإسلامية" التابع لـ" داعش" الخميس 12 نيسان/ إبريل، بتوزيع منشوراً على أهالي مخيّم اليرموك، يدعوهم لتجهيز حقيبة الطوارئ استعداداً للمعركة المرتقبة بين التنظيم من جهة، وقوات النظام السوري والفصائل الموالية له التي تحشد عناصرها على تخوم المخيّم من الجهة الثانية.
وحقيبة الطوارئ، وفق ما ورد في المنشور الذي حصلت " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على نسخة منه، " هي إحدى أهم أدوات الاستعداد لحالة الطوارئ" وتشمل جملة من المواد والمعدات، أبرزها " أدوية للأمراض المزمنة تكفي لمدّة أسبوعين، أطعمة غذائيّة غير قابلة للتلف بالإضافة لمياه الشرب، واأدوات إسعاف أوليّة تشمل ضمادات ومسكنات ومطهرات طبيّة وأشرطة لاصقة، مسلتزمات الأطفال الرضّع كالحليب والحفاضات والأدوية، وبطاريات ومصابيح كهربائيّة، وأخيراً مجموعتان من الملابس".
الجدير بالذكر، ووفق ما أكّد ناشطون لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ معظم تلك المعدات غير متوفرة أساساً لدى المدنيين المتبقين من سكّان المخيّم والبالغ عددهم نحو 1500 عائلة، ولا سيّما الأدوية التي يوفّرها أصحاب الأمراض المزمنة من الصيدليات الخيريّة العاملة في البلدات الجنوبيّة، وبكميّات لا تكاد تكفي ليومين، عدا عن المواد الغذائيّة والمياه الصالحة للشرب ومستلزمات الأطفال وسواها.
الى ذلك، تتواصل المعارك والاشتبكات وعمليات القصف المتبادلة بين قوات النظام والفصائل الموالية له، تتركر على محور " قطاع الشهداء" في حين يطال القصف مناطق اخل مخيّم اليرموك، كان آخرها الأحد 15 نيسان، حيث وأدّى الى سقوط ضحيّة مدني والتسبب بأضرار ماديّة.
وفي سياق كل ذلك، يستمر تنظيم "داعش" بانتهاكاته بحق أهالي مخيّم اليرموك، لتطال هذه المرّة الموتى من أهالي المخيّم، فشرع التنظيم بتنفيذ إجراء بحق الموتى، ويقتضي هذا الإجراء، تزكيّة المتوفّي من أبناء مخيّم اليرموك في بلدات الجوار من أحد عناصر التنظيم، وشهادة تُثبت عدم ارتباط المتوفي بمقاتلي المعارضة أو فصائل موالية للنظام، كشرط للسماح بدفنه بمقابر المخيّم.
مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، أكّد أنّ الإجراء الجديد بدأ تنفيذه منذ أيّام، حيث منع التنظيم إدخال أكثر من حالة وفاة ما دفع ذوي المتوفين لدفنهم في أراضٍ خالية في بلدات الجوار.
مخيّم النيرب
ظهر مخيّم النيرب للاجئين الفلسطينيين شمالي سوريا، على سطح الأحداث خلال هذا الأسبوع، بالإفراج عن أحد أبنائه المعتقلين، حيث أفرج أمن النظام السوري، عن مختار مخيّم النيرب للاجئين في حلب شمالي سوريا، اللاجئ سمير حوراني، بعد اعتقاله لمدّة 3 أشهر.
يذكر، أنّ اللاجئ سمير حوراني جرى اعتقاله بتهمة تهريب شبّان مطلوبين للنظام السوري من أبناء المخيّم، علماً أنّه يشغل منصب مختار المخيّم منذ خمس سنوات.
معتقلون وضحايا ومفقودون
في مخيّم اليرموك، نفّذ تنظيم "داعش" الخميس 12 نيسان/ إبريل، حكماً بالإعدام بحق اللاجئ الفلسطيني عماد عرابي، من سكان شارع الـ15 في مخيّم اليرموك، وذلك بتهمة " شتم دين اليهود" ما أعتبره التنظيم "كفراً" وفق رؤيته.
كما قضى اللاجئ الفلسطيني أكرم فهد عبّاس، الجمعة 13 نيسان/ إبريل، إثر تعرّضه لطلق ناري في حي جمعيّة الزهراء، وسط مدينة حلب شمالي سوريا، وهو من أبناء مخيّم حندرات للاجئين الفلسطينيين.
وفي درعا جنوبي سوريا، فُقد اللاجئ الفلسطيني محمد أحمد خليفة ( 26 عاماً)، المعروف بلقب " البس"، وهو من سكّان مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوبي سوريا.
ومن جانب آخر، شمل بند إطلاق سراح المعتقلين لدى فصيل " جيش الاسلام" في غوطة دمشق الشرقيّة، المنصوص عليه في التسوية التي جرت مع قوّات النظام، لاجئين فلسطينيين من مرتبات "جيش التحرير الفلسطيني".
وجرى الإفراج الإثنين 9 نيسان/ إبريل عن اللاجئين، أحمد زياد الخطيب ابن مخيّم خان دنون، واللاجئ مفيد قدورة، علماً أنّ " فيلق الرحمن" كان قد أفرج يوم 25 آذار/مارس الفائت عن اللاجئ أحمد داوود، ضمن اتفاق سابق بين الفيلق والنظام.