سوريا

تمكّن مئات اللاجئين الفلسطينيين أمس الأحد 27 أيّار/مايو،  من الدخول إلى مخيّم اليرموك للاجئين جنوبي دمشق، بعد أيّام من التجمهر أمام مداخله الشماليّة، للحصول على أذونات دخول من قبل قوّات النظام وأفرعه الأمنيّة.

بعضٌ ممن دخلوا رووا لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" المعاناة المترتبة على هذا الإجراء، التي لم تقتصر فقط على ما عانوه من تضييق وإذلال خلال محاولاتهم الحصول على تصريح، إنّما تضاعفت خلال تجّولهم في شوارع وازقّة المخيّم المنكوب، ومعاينتهم لآثار النكبة التي حلّت بممتلكاتهم، فضلاً عن روائح الموت والجثث المنبعثة من تحت أنقاض المباني.

أم توفيق، من سكّان امتداد شارع الثلاثين – جادة المنصورة، تمكّنت من الحصول على تصريح دخول من قبل إحدى المفارز العسكريّة عند مدخل المخيّم، بعد يومين من الانتظار لساعات، بغية تفقّد منزلها على أمل العودة إليه مع زوجها وابنتيها.

 لم تستطع أم توفيق، تحديد تبعيّة تلك المفرزة ما إذا كانت للشرطة أم الجيش أم لأحد أفرع الأمن، وفق ماقالت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فإنّ عنصراً من أحد التنظيمات الفلسطينية وهو جارها في الحيّ، قد ساعدها للحصول على الإذن.

وحين دخولها الى حيّها المنكوب، تفاجأت بتغيير ملامحه، فمعظم أبنيته قد دمّرت وأصبحت " على العظم" وفق تعبيرها، أمّا شقتها فلم يتبقّ منها سوى غرفة واحدة لا تزال على قيد ما من الصلاحيّة، وقد خلت من كافّة محتوياتها، وأضافت" المشهد مرعب، كل شي حوالينا مدمّر وبيتنا ماعاد ينسكن، ياريتني مافتت وشفت هالشوفة".

أبو ثائر من سكّان شارع تلحوم في حيّ التقدّم، الذي وجد منزله أثراً بعد عين، وقد أصاب بناءَه الدمار الكامل، ولم يتبّقى سوى بعض الأساسات المنتصبة، تحدث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن ندمه لأنّه دخل الى المخيّم وشاهد ما شاهده، من "ضياع لشقى العمر" حسبَ ما قال، متسائلاً عن من سيقوم بتعويض خسارته الكبيرة.
يقول أبو ثائر :" عندما أعلنوا عن انتهاء الحرب في المخيّم، تأملّنا بأننا سنعود إلى منازلنا، لنرممها وننظفها ونسكن فيها، ونخلص من التشرد والذل خارج المخيّم، ولم نتوقع كل هذا الدمار وبأنّ كل شيء ضاع".

أمّا الحاج أبو لؤي، الذي فقد محلّه ومنزله في شارع القدس، قارب المشهد بما عايشه في حرب لبنان، سواء من حيث الدمار، أم روائح الجثث المتحللة تحت الأنقاض، فهو أحد الفلسطينيين الذين عايشوا تلك الحرب، وخسر فيها منزلاً في مخيّم شاتيلا للاجئين ببيروت.

لم يجد أبو لؤي حين سؤاله عن ما شاهده، سوى الإجابة " مكتوب علينا الخسارة كفلسطينيين، ما عوّضناه بعد خروجنا من لبنان، بعد تعب وشقاء في مخيّم اليرموك، خسرناه بالكامل، وكل شيء تدمر، لكن الحمد لله على كل شيء".

قد لا يختصر ما نقله اولئك اللاجئون لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من مخيّم اليرموك، كلّ المشهد، فآخرون كثر وجدو منازلهم على قيد ما من الصلاحيّة في بعض الأحياء، حيث أنّها لم تتعرّض للتدمير الكلّي، لكنّها مُفرّغة بالكامل من كافة وسائل العيش، بعد أن تعرّضت للنهب والسلب " التعفيش"، و محاطة ببيئة لا تصلح لسكن البشر، بما تحتويه من أنقاض وروائح وفقدان تام للبنى التحتيّة والخدميّة.

من هنا، لا يجد اللاجئون الفلسطينيون سوى التساؤل: متى سيتم تعويض الخسائر، واعادة تأهيل الحياة داخل المخيّم، وهل من خطّة لدى الجهات الرسميّة والفلسطينية ووكالة " الأونروا"، تُطمئن أهالي اليرموك، بأنّ هذا الضياع  حالة مؤقتّة سيتم تعويضها، أمّ أنّ المخيّم سيمضي في غياهب انتظار طويل، ربّما يكون بلا نهاية ؟!.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد