سوريا
عبّر نائب مدير شؤون وكالة " الأونروا" في سوريا مايكل إبيبي أمانيا، عن قلقه حيال المصير السكني للاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيّم اليرموك النازحين إلى بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا – ببيلا – بيت سحم" جراء الطلب منهم مغادرة المنازل التي يسكنوها، بعد عودة أصحابها المهجّرين، وتقليص الوكالة للمساعدات الماليّة لهم بسبب أزمتها الماليّة.
وقال أمونيا:" "إن وضع اللاجئين الفلسطينيين الذين وجدوا مأوى مؤقتاً لهم في منازل هجرها سكانها سابقاً في يلدا وبببلا وبيت سحم، والذين طلب منهم أن يغادروها الآن، أمر يدعو إلى القلق".
وأوضحت الوكالة عبر موقعها على شبكة الانترنت إنه "مع بدء عودة سكان البلدات الجنوبية لدمشق إلى بيوتهم التي هجروها، طلب من عائلات اللاجئين الفلسطينيين الذين يتراوح عددهم بين (1500)-(1700) دفع إيجار أو الانتقال إلى مكانٍ آخر".
وأضافت "الأونروا" أنّها قد اضطرت إلى تقليص مساعداتها النقدية الطارئة في سوريا من 32 دولاراً أمريكياً إلى 23 دولاراً أمريكياً شهرياً للفرد الواحد بسبب نقص التمويل، وهذا المبلغ لا يكفي اللاجئين الفلسطينيين الآن لدفع متطلبات إيوائهم.
وأشارت الوكالة إلى حال أهالي المخيّم، بعد تدمير مخيّم اليرموك الذي يعتبر رمزاً لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين، مشيرةً إلى أنّ الكثير من السكّان اضطّروا إلى مغادرة هذا المخيم عندما اشتد القتال فيه في نيسان/ ابريل الفائت وهم لايحملون أي شيء معهم إلا ملابسهم التي حملوها على ظهورهم وسكنوا في شقق فارغة.
وأكّدت الوكالة، أن "خيارات السكن محدودة أمام هذه العائلات، لاسيما وأنه لايسمح لمعظم اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من مخيم اليرموك بمغادرة المنطقة حالياً، وهم بحاجة إلى حلٍ سريع لمتطلبات إيوائهم"
واستعرضت الوكالة حال اللاجئة الفلسطينية ايمان إيمان التي تبلغ من العمر 48 عاماً وهي أم لابنتين شابتين، تقول: "في الشهر الذي غادرت فيه مخيم اليرموك توجب علي التنقل بين أمكنة مختلفة ست مرات" وتضيف :" لقد دمر منزلي في مخيم اليرموك بالكامل ونحن لانملك أي شيء في وقت يطلب جميع مالكي العقارات في يلدا مبلغ 25.000 ليرة سورية (55 دولاراً أمريكياً) بدل إيجار السكن، وعلينا أن ندفع ما لا يقل عن ثلاثة أشهر مقدماً، ولا يوجد معنا هذا المبلغ، بعد أن استنفدنا مدخراتنا على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب الصراع الدائر ولا توجد أية فرصة عمل في يلدا".
بدوره، علّق مايكل أمانيا على حال اللاجئة ايمان قائلاً : "توضح حالات مثل إيمان مدى تأثير نقص التمويل على حياة الأشخاص العاديين الذين هم بحاجةٍ ملحّة إلى المساعدة، وما لم تحصل الأونروا على مزيد من الأموال، فإن المساعدات لأكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء سورية بما فيها الغذاء والرعاية الصحية والنقدية التي تساعد اللاجئين على تغطية احتياجاتهم الأساسية ومتطلبات إيوائهم ستكون على المحك".
تجدر الإشارة، إلى أنّ " الأونروا" تواجه عجزاً مالياً يقدر بـ 248 مليون دولار أمريكي في جميع مناطق عملياتها حيث بلغت نسبة تمويل نداء الطوارىء للاجئين الفلسطينيين في سوريا لعام 2018 أقل من 5%. ، ما سيؤثر ذلك على آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّروا من مخيّم اليرموك بسبب انخفاض المساعدات الماليّة لهم، بشكل سيهدد مصيرهم السكني والمعيشي.