أنطاكيا
كشفت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وجود نحو 6 عائلات فلسطينيّة 4 منها من أهالي مخيّم اليرموك، وعائلتين من مخيّم السبينة بريف دمشق بينهم أطفال وكبار في السن، تحتجزها السلطات التركيّة في مركزٍ بأنطاكيا بمنطقة الإسكندرون " هاتاي"، بعضها محتجزة منذ أكثر من عام.
والعائلات المحتجزة في المركز وفق المصادر، قد فرّت من الأراضي السوريّة باتجاه تركيّا، هرباً من الحرب وظروف التهجير في الشمال السوري، قبل أن تلقي " الجندرما" التركيّة القبض عليها، وترحّلها إلى المركز المذكور، وكان آخرها أمس الثلاثاء حين رحّلت عائلة فلسطينية مكونة من 7 أشخاص بينهم طفلة رضيعة بعد احتجازهم لمدّة ثمانية أيّام.
والجدير ذكره في سياق توقيف " الجندرما" لعابري الحدود السوريّة بإتجاه الأراضي التركيّة، فإنّه يجري إعادة الموقوفين السوريين إلى الأراضي السوريّة، بينما يجري ترجيل الفلسطينيين إلى مركز أنطاكيا للإحتجاز، بعد إخضاعهم لتحقيقات مكثّفة لأيّام.
ما هو مركز أنطاكيا؟
هو عبارة عن مبنىً من طابقين يتبع لدائرة الهجرة التركيّة، يخضع لقوانين مشددة تجعل ظروف الاحتجاز فيه أسوأ من المعتقلات الجماعيّة وفق ما يصف محمد " اسم مستعار" لـ"بوابة اللاجئين" وهو محتجز فلسطيني من أبناء مخيّم اليرموك.
يقول "محمّد" الذي جرى ترحيله إلى المركز قبل أشهر، بأنّه يجري فصل النساء عن الرجال، وعدم السماح باجتماع العائلة سوى لربع ساعة يوميّا، بالإضافة إلى تجريدهم من هواتفهم النقالة، وعدم السماح لهم سوى بإجراء مكالمة هاتفيّة واحدة من هاتف " حصّالة" موجود في المبنى.
جميع العائلات المحتجزة في المبنى تجهل مصيرها، وينتظرون منذ مدد طويلة تحويلهم إلى القضاء، حيث أبلغتهم سلطات المركز بذلك، وما عليهم الّا انتظار دورهم في العرض على القضاء كما يقول محمد.
وحول نوعيّة التحقيقات، فهي تشمل التحقق من هويّة اللاجئين والجهة التي قدموا منها، كما تركّز على التاريخ السياسي لهم وما اذا كانت لهم صلات بجهات مسلّحة داخل سوريا.
وبالإضافة إلى العائلات الفلسطينية من سوريا، يضم مركز أنطاكيا للاحتجاز لاجئين فلسطينيين يحملون أوراقاً رسميّة صادرة عن قطاع غزّة، الّا أنّ هؤولاء يتم اعتبارهم لاجئون بلا وطن ويتم النظر بأمرهم على هذا الأساس، وبخصوص السوريين، فيتم التعامل معهم في المركز عبر إجبارهم على توقيع إقرار بالعودة الطوعيّة إلى الأراضي السوريّة، في حين ينتظر الفلسطينيون من سوريا البت في مصيرهم المعلّق حتّى هذه اللحظة.
تجدر الإشارة، إلى أنّ السلطات التركيّة، أوقفت منح تأشيرات الدخول للفلسطينين من حملة وثائق السفر السوريّة، الأمر الذي تسبب بموجات عبور " غير شرعي" للحدود باتجاه الأراضي التركيّة، ومعظم تلك العائلات الفلسطينية التي تتبع هذا الخيار، هي من المهجّرين قسراً من مخيّم اليرموك إلى مخيّمات الشمال السوري ذات الظروف المعيشيّة الكارثيّة.