لبنان
نشوى حمّاد
لم يعد أهالي التجمع الفلسطيني "جل البحر"، الواقع في مدينة صور جنوبيّ لبنان، قادرين على التحمل أكثر، وهم يرون أن بيوتهم تكاد تتساقط على رؤوس أصحابها جراء تهالكها، نظراً لجغرافية التجمع المطل بشكل مباشر على البحر، ولعل أخطر ما عايشه الأهالي وأكثره رعباً بالنسبة لهم ، هي الزوبعة التي تهدد مع اندلاعها بتساقط السقوف والجدران.
فريق عمل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، زار أهالي تجمع جل البحر واستمع إلى تفاصيل اجتياح الزوبعة المائية لمنازلهم.
"الزينكو هنا وهنا، الأقمشة والأغطيّة تسد النوافذ والجدران، لعلها تحمي سكان المنازل من برد الرياح" يقول أحد سكان التجمع بصوت يحمل الكثير من القلق حول إمكانية تكرر الحادثة، خاصة بعدما كاد أن يفقد ابنته وحفيديه جراءها.
ويتضيف لاجئة آخرى تفاصيل عن الحادثة، وتروي كيف تساقط جزء من أحجار منزل أخيها على ساكنيه، وكيف تصدع منزلها جراء تلك الزوبعة، "وهي مأساة لم يسلم منها أي منزل ولا عائلة داخل هذا التجمع، إلا أن أرواحهم سلّمت."
لم تتوقف الأحزان بعد تراجع الزوبعة، لأن ما خلّفته كان أشد قسوة، فالمنازل باتت مصدعة ومشرعة النوافد والمداخل، فيما تتعذر إعادة بنائها أو ترميمها، نظراً لقرار صادر عن السلطات اللبنانيّة، يمنع اللاجئين الفلسطينيين داخل المخيّمات والتجمعات الفلسطينيية من ترميم منازلهم أو إدخال أي مواد بناء.
صرخات تعلو يائسة لعلها تجد الحل رغم موت الأمل في قلوبهم، ولكن يبقى الغريق يقاوم حتى لو سحبه التيار إلى القاع، فبرسم من هذه القضية؟
شاهد الفيديو►