أكد "فيليب لازاريني" المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الاثنين 27 أيار /مايو، أن الوكالة تواجه عقبات تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين الذين هم بأمس الحاجة وخاصة عمليات الإغاثة الإنسانية وسط ارتفاع معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة في أوساطهم.
تصريحات لازاريني، جاءت في مؤتمر صحفي، عقده في العاصمة اللبنانية بيروت، عقب اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي بحضور مديرة شؤون الوكالة في لبنان "دوروثي كلاوس"، ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن.
وقال "لازاريني": "التقيت صباح اليوم الرئيس ميقاتي، وتحدثنا بداية عن الأوضاع المأسوية في رفح في ظل وجود حوالي مليون شخص نزحوا، وهم نصف سكان غزة، ونحن نعاني في إدخال المعونات إلى القطاع، ورأينا بالأمس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، كما أن الاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الأرض وفي الميدان"
وأشار "لازاريني" إلى مناقشة الأوضاع المالية للوكالة مع الرئيس ميقاتي، لافتاً إلى أن "أونروا" تعاني منذ سنوات من أزمة مالية تفاقمت في شهر كانون الثاني، بعد مزاعم الاحتلال ان هناك 12 موظفا من الوكالة شاركوا في أحداث 7 تشرين الأول (عملية طوفان الأقصى)، حيث جمدت 16 دولة مانحة تبرعاتها وقتئذ.
وأضاف: "كنا اتخذنا عددا من التدابير بحق الموظفين، من خلال توقيفهم والتحقيق الفوري معهم، وطلبنا من وزير الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا إعادة دراسة كل طريقة عمل الوكالة وأنظمتها، ونتيجة هذه المراجعة أظهرت ان الوكالة لديها نظم عمل جيدة جدا، وتتفوق على عمل عدد كبير من دول المنطقة ومنظماتها، وأنه في إمكانها ان تتخذ بعض التدابير الإضافية".
وأكد "لازاريني" أن الوكالة بدأت تطبيق عدد من التدابير والتوصيات التي جاءت في تقرير اللجنة المعنية بدراسة حياد "أونروا"، وأضاف:"منذ ذلك الوقت، فإن هناك 14 دولة في الاتحاد الأوروبي وأستراليا واليابان وكندا وغيرها استأنفت جميعها تبرعاتها للوكالة، ولكننا لا نزال بحاجة إلى التمويل المالي من الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت أنها لن تستأنف تبرعاتها قبل شهر آذار من العام المقبل، وبريطانيا أيضا لم تستأنف تمويلها للوكالة".
اقرأ/ي أيضاً "أونروا" تؤكد التزامها بتنفيذ توصيات المراجعة الدولية المستقلة، ما التوصيات؟
ولفت إلى أن الوضع لا يزال دقيقا من الناحية المالية، مؤكدا أن أونروا "ستقوم بكل ما في وسعها للمحافظة على كل عملها ونشاطها واستمرارها في لبنان والمنطقة.
كما تحدث "لازاريني" عن انتهاكات الاحتلال بحق وكالة "أونروا" ومنظمات الأمم المتحدة، وقال" إن عدد الموظفين الذين قتلوا غير مسبوق فهناك 192 قتيلا حتى الآن، كما ان عدد المرافق التي دمرت أو تضررت هائل ، كذلك فإن عدد القوافل الذي تم اعتراضها أو مهاجمتها كبير جدا".
وحول عمل "أونروا " في لبنان تطرق "لازاريني" إلى ما أسماها الضغوطات التي تتعرض لها الوكالة في لبنان، وقال: منذ أكثر من شهرين يتم منع موظفي الوكالة من الوصول إلى مكاتبهم، وقد تمت إعادة فتح المكاتب يوم الجمعة الماضي ولمدة أسبوع فقط، وهذا أمر غير مقبول"، في إشارة إلى الحراك الذي أطلقته فصائل فلسطينية وقوى نقابية وأهلية، منذ أوائل آذار/ مارس الفائت، احتجاجاً على توقيف "أونروا" رئيس اتحاد المعلمين فتح شريف عن العمل، وتخفيض المعونة المالية لمستفيدي برنامج "الشؤون".
وأضاف: أننا نتحدث هنا عن الأمم المتحدة وموظفيها الذين يجب ان تكون لديهم القدرة للوصول إلى مكاتبهم في أي وقت للتأكد من أن الخدمات يتم توفيرها للسكان الذين يحتاجون إليها"، داعياً إلى تمكين الوكالة من "الاستمرار في أداء مهامها لكي تساعد وتحمي اللاجئين الفلسطينين ليس فقط في لبنان، ولكن أيضا في المنطقة ككل".
وأكد لازاريني أن الكثير من الهجمات على الوكالة تهدف في نهاية الأمر إلى سحب حقوق اللاجئين الفلسطينيين، معتبراً "ان هناك تصرفات تحصل هنا تنسف أيضا قدرة الوكالة على مساعدة اللاجئين والعمل بشكل جيد، ما يؤثر ذلك على الحياة اليومية للناس في المخيمات. معرباً عن أمله خلال زيارته إلى لبنان، والتي تستمر يومين عن إيجاد حلول لهذا الموضوع وتحريك المساعدات للاجئين في لبنان.
وكانت مصادر فلسطينية نقلت أن قيادة تحالف القوى الفلسطينية، والقوى الإسلامية، وأنصار الله، واللجان الشعبية، قرروا تعليق إغلاق المكتب الرئيس لوكالة "الأونروا" في بيروت، لإنجاح زيارة المفوض العام لـ "أونروا" على لبنان، بعد جهود بذلها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وأضافت المصادر، ان تدخل الرئيس ميقاتي جاء لإفساح المجال لمعالجة توقيف "أونروا" رئيس اتحاد المعلمين ومدير ثانوية دير ياسين فتح شريف عن العمل، من قبل إدارة "أونروا" على خلفية نشاطه الوطني، الأمر الذي فجر نزاعا بين الاتحاد وإدارة الوكالة منذ أوائل آذار/ مارس الفائت.
يذكر ان اتحاد المعلمين في لبنان قد أعلن عن المقاطعة الإدارية الكاملة مع إدارة "أونروا" المركزية في لبنان منذ 1 نيسان/ أبريل الفائت، ومع إدارة التّربية والتّعليم في مكتب الوكالة، ومع إدارات المناطق جميعِها ومع مديري التّعليم في المناطق التّربويّة، وذلك ضمن رفض إجراءات الوكالة العقابية بحق معلمين؛ على خلفية نشاطهما الوطني المتضامن مع قطاع غزة.
فيما أطلقت فصائل فلسطينية وقوى نقابية وأهلية، منذ أوائل آذار/ مارس الفائت، حراكا احتجاجياً تمثل بإغلاق مكاتب الوكالة في المناطق اللبنانية كافة، ومن ضمنها المكتب الإقليمي للوكالة في العاصمة اللبنانية بيروت، إلى حين تراجع إدارة "أونروا" عن قرار فصل مدير ثانوية دير ياسين ورئيس اتحاد المعلمين فتح الشريف