تقرير صابر حليمة
تكشف كل عاصفة بأمطارها الغزيرة ورياحها الشديدة، اهتراء البنية التحتية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وذلك على الرغم من اضطلاع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بمهام الإشراف عليها وإصلاح الخلل فيها.
ولكن، كيف هو حال اللاجئين الفلسطينيين ممّن يقطنون في تجمّعات غير معترف بها من قبل الوكالة؟ من هو الموكل بإصلاح الخلل الذي تعانيه البنية التحتية فيها؟ خصوصاً مع اشتداد العواصف؟.
"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" يسلط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في تجمّع القاسمية في ظل العاصفة الحالية التي تضرب لبنان.
مياه الأمطار داخل المنازل
استيقظت عدد من العائلات في التجمّع، وتحديداً تلك التي تقع منازلها في منطقة منخفضة وتعلوها البساتين، على دخول مياه الأمطار الغزيرة إلى منازلهم.
أبو محمد قاسم إسماعيل، أحد المتضررين، قال لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم وجود قناة تستوعب كمية المياه الكبيرة التي تجري من أعلى البساتين.
وأشار إلى أن المياه دخلت إلى معظم أجزاء منزله، وأتلفت عدداً من المقتنيات فيه، ولم تلق نداءاته المتكررة أي آذان صاغية لحل هذه الأزمة.
أما أبو أحمد غالب النميري، وهو متضرر أيضاً، فأوضح أن مطالبات الأهالي القاطنين في تلك المنطقة بسيطة، وهي إنشاء قناة تستوعب كمية المياه الكبيرة التي تتسبب بها الأمطار، لتحول دون جريان المياه إلى داخل المنازل.
من المسؤول؟
بدوره، أكد مسؤول اللجنة الشعبية في تجمّع القاسمية، أبو إسماعيل وائل، أنه أرسل رسالة حول هذه الأزمة إلى القيادة الفلسطينية متمثلة، والتي تبعها مجيء وفد من المجلس النرويجي للاجئين للاطلاع ميدانياً على سبب المشكلة.
وطالب الأهالي، الذين تحدث إليهم موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، المنظمات والمؤسسات الدولية بإيجاد حل وتوسيع القناة لتحتوي كمية الأمطار الهائلة.
أما "أونروا"، فتعتبر نفسها مسؤولة فقط عن 12 مخيماً رسمياً في لبنان، وتحاول التنصل من تقديم الخدمات لسكانها مباشرة في نفس مكان التجمع، وقد تعمد إلى إحالة خدمات عدد من التجمعات إلى أقرب مخيم من حيث المدارس والصحة الأولية في العيادات وغيرها، بينما تتنصل الوكالة من أي مسؤولية تتعلق بإزالة النفايات وتطوير البنية التحتية.
وفيما يتعلق بالدولة اللبنانية، فهي تعتبر التجمعات الفلسطينية في لبنان، بما فيها تجمع القاسمية، تجمعات أقيمت ضمن مبدأ "الأمر الواقع"، ذلك أن الأراضي التي أنشئت عليها هذه التجمعات هي إما أراضي مشاع للدولة اللبنانية أو للبلديات المجاورة، ومنها ما هو متداخل مع أراض مملوكة للغير كعقارات آل عسيران وعقارات حسن يونس المغترب في أميركا والمتداخلة مع تجمع القاسمية، والذي يواجه بعض سكانه بين الحين والآخر شكاوى واستدعاءات لإخلاء هذه العقارات، والتهديد بالإزالة عنوة من قبل السلطات اللبنانية.
وحذر وائل، من مشكلة أخطر تتمثل بالمنازل الآيلة للسقوط، والتي تبلغ نحو اثني عشر منزلاً، في ظل حظر السلطات اللبنانية المفروض على بناء أو ترميم المنازل.
يذكر أن تجمّع القاسمية أنشئ إبان النكبة عام 1948، وتحده من الشرق بلدة برج رحال، ومن الغرب طريق عام صيدا- صور، ومن الشمال نهر القاسمية ومن الجنوب بلدة البرغلية. وهو يتبع إدارياً وعقارياً لبلدة برج رحال.
وتعود تسمية تجمع القاسمية بهذا الاسم إلى نهر القاسمية (نهر الليطاني) المحاذي للتجمع.
ويصل عدد سكان التجمع إلى حوالي 2000 لاجئ فلسطيني، يعانون من ظروف اقتصادية معيشية صعبة، خصوصاً وأن مالكي الأرض التي شيّد عليها التجمع، رفعوا دعوى قضائية ضدّ سكانه لإخلاء الأرض وإعادة العقار إليهم.
شاهد التقرير