تتعرّض المنطقة الساحليّة لمُخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزّة، لعملية جرف الرمال بشكلٍ واسع وتهدّد الأمواج والمياه الطريق الساحلية بالانهيار ومنازل اللاجئين المحاذية للشاطئ بالغرق، في ظل هذه الظروف الجويّة العاصفة والبحر الهائج.
بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بمُخيّم الشاطئ نصر أحمد، إنّ الوضع يشوبه القلق جراء استمرار المنخفض الجوي وتزايد سرعة الرياح وارتفاع أمواج البحر التي تهدد بانجراف الطريق وربما بعض المنازل الأمر الذي ينظر إليه بخطورة كبيرة.
ولفت أحمد خلال جولةٍ تفقديّة للمناطق المهدّدة بالانهيار برفقة مسؤول لجنة المشاريع باللجنة ناهض عزيزة، إلى أنّ هذه المشكلة تحدث كل عام أثناء الأجواء التي تضرب المنطقة، حيث تم التحذير منها وتوجيه رسائل إلى المسؤولين للعمل على حماية اللاجئين ومنازلهم.
حلول مؤقّتة لا تجدي نفعاً
كما أشار إلى أنّ الاستراحات والألسنة المقامة عشوائياً فاقمت من المشكلة، مُضيفاً إنّ بلدية غزة سارعت إلى ملء المناطق المنجرفة بالتربة، مُؤكداً أنّ هذه الحلول المؤقتة لن تجدي نفعاً على المدى الطويل ويتطلب الأمر حلًّا جذرياً.
وطالب أحمد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وبلدية غزة ووزارة الأشغال بالتدخل العاجل والفوري للقيام بإزالة الألسنة العشوائيّة والقيام بمشاريع استراتيجيّة لحماية اللاجئين وبيوتهم في المُخيّم.
وفي وقتٍ سابق، أوضح أحمد في تقريرٍ أعده "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حول هذه المشكلة الخطيرة، أنّ حوالي 30 متراً أو 40 متراً من الشاطئ تم إزالته تماماً، وتم جرفه ودخلت المياه إلى أسفلت الطريق الساحلي، وبالتالي بدأ الطريق في التآكل، مُؤكداً أنّ مشكلة انجراف الشاطئ بدأت منذ عام 2006 تقريباً، وهذا كان نتيجة طبيعيّة لوجود ميناء الصيادين الذي أقيم أو بدأت إقامته عام 1994، ما نتج عنه هذه المشكلة نتيجة تراكم الرمال أو حجز الرمال في الجهة الجنوبيّة والجرف من الجهة الشمالية نتيجة الحاجز الذي فعله الميناء.
وفي السياق، قال المختص في مجال البيئة د.أحمد حلس: إنّ "كل ما بني على الشاطئ من موانئ لا تراعي الحد الأدنى من المعايير البيئية، وهذه الموانئ حجبت ومنعت الوصول الآمن للرواسب التي تأتي عبر تيارات الحمل لتغذي الشاطئ بشكل مستدام، وعبر السنوات أدى إلى تراكم رواسب جنوبي الميناء أو اللسان الممتد في البحر وتآكل ونحر في المنطقة الشمالية وذلك يظهر بشكل واضح عبر الأقمار الاصطناعية والصور الجوية".
وأكَّد حلس لموقعنا غياب البنية القوية للمناطق الساحلية، لافتاً إلى عدم وجود مشاريع كبرى على طول شاطئ قطاع غزة الـ 45 كيلو متراً أو أكثر أو أقل، كما في كثير من دول العالم بسبب غياب التمويل الدولي وبسبب غياب الحكومة التي من واجبها الاضطلاع بواجباتها.