قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، مساء أمس الجمعة 30 أبريل/ نيسان، إنّه ينظر بخطورة كبيرة إلى اعتماد البرلماني الأوروبي قراراً يُدين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لتعليمها ما وصفته بالكراهية والعنف في الكتب المدرسيّة الفلسطينيّة، على حد زعم البرلمان.
وشدّد أبو هولي في بيانٍ له، على أنّ هناك تخوفاً حقيقياً مما تضمنه قرار البرلمان الأوروبي من ربط مساعداتها المالية مشروطة بإزالة المواد التعليمية التي تروج للكراهية والتحريض على العنف، ونخشى أن يكون القرار الأوروبي بداية لسياسة جديدة تنتهجها تجاه "أونروا" سيكون له تداعيات خطيرة على عملية حشد التمويل لوكالة "أونروا"، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يعد من ثاني كبار المانحين التقليديين لميزانية "أونروا"، كما سيكون له تأثير مباشر على نتائج المؤتمر الدولي للمانحين الذي سيعقد برئاسة الأردن والسويد قبل نهاية العام الجاري.
وأشار أبو هولي إلى أنّ "تبني البرلمان الأوروبي قراراً يُدين أونروا بتعلميها الكراهية والعنف حسب وصفه، أمر مؤسف ومستهجن خاصة وأنه لا يستند إلى حقائق ودلائل تؤكّد ادعاء ذلك، ونعتبره رضوخاً للضغوطات والادعاءات الاسرائيليّة والأحزاب اليمينية المسيحية في أوروبا التي توالي إسرائيل".
وقال إنّ المناهج الفلسطينيّة التي تدرّس في مدارس الدولة الفلسطينيّة والتي تدرسها أونروا تخلو من التحريض على العنف والكراهية، ويتضمن الرواية الفلسطينية للتاريخ الوطني الفلسطيني، والقضايا ذات العلاقة بالهوية والكرامة والرواية الوطنية، بطريقة متوافقة ومتسقة مع قيم الأمم المتحدة ومعايير حقوق الإنسان، ويشمل ذلك المادة 29 من اتفاقية حقوق الطفل، والمؤكّدة على وجوب أن يكون التعليم موجها لتنمية الهوية الثقافية للطفل ولغته وقيمه، علاوة على القيم الوطنية للبلد التي يقيم فيها، مُؤكداً أنّ لجنة القضاء على التمييز العنصري في الأمم المتحدة أكدت أن المناهج الفلسطينيّة التي تدرسها أونروا تخلو من التحريض على العنف والكراهية العنصرية، كما أنّ أونروا ملتزمة بتعليم منهاج الدول المضيفة دون أي تعديلات او تغييرات وفق الاتفاقات الموقعة مع أونروا.
وتابع أبو هولي: إذا كان البرلمان الأوربي يرى بأن القضايا المرتبطة بتنمية وتعزيز الهوية الفلسطينية والقيم الوطنية تحريض على الكراهية فهذا يحمل مؤشرات خطيرة لن نقبلها كفلسطينيين، والمناهج الفلسطينيّة تم تحليلها من منظور حقوق الإنسان من قبل مؤسّسات حقوقيّة مستقلة وأمميّة، والتي أوضحت بأنّها جاءت منسجمة مع المعايير الدولية وتلبي معايير اليونيسكو للسلام والتسامح في التعليم في مقابل ذلك اثبتت دراسات دوليّة أن مناهج الاحتلال مليئة بالتحريض على العنف والكراهية والعنصريّة، مُؤكداً على أنّ "أونروا" شكّل عملها حجر الأساس في الاستقرار الإقليمي والدولي وتلعب دوراً رئيسياً في دعم التعليم ولابد من دعمها على كافة المستويات السياسيّة والماليّة وإيجاد حل للازمة المالية غير المسبوقة التي تتعرّض لها وليس ادانتها واشتراط تمويلها التي سينعكس على تعليم ما يزيد عن 532 ألف طالب وطالبة من مجتمع اللاجئين الفلسطينيين وحصدوا طلابها جوائز دولية في مسابقات علمية وثقافيّة وأمميّة.
وطالب أبو هولي البرلمان الأوروبي بالتراجع عن قراراه وعدم ازدواجية مواقفه وغض بصره عن المناهج "الإسرائيليّة" المليئة بالتحريض على الفلسطينيين، وانكار وجودهم، وأن يبني مواقفه بناء على تقارير المنظمات الأمميّة التي قامت بمراجعة المنهاج الفلسطيني، وليس على الادعاءات "الإسرائيليّة" التي لا تحترم معايير ومواثيق الأمم المتحدة واتفاقياتها الموقعة معها خاصة في السماح لمؤسّسات الأونروا العمل في القدس وخاصة التعليمية منها.
كما شدّد أبو هولي في ختام بيانه، على أنّ دائرة شؤون اللاجئين على اتصال مع المجلس الوطني الذي بدوره سيوجّه رسالة للبرلمان الأوربي يُطالبه بالعدول عن قراره.
يوم أمس، اعتبرت وكالة "أونروا" أنّ الإيحاء بأن الكراهية منتشرة على نطاق واسع داخل الوكالة ومدارسها ليس ادعاءً زائفاً ومضللاً فحسب، بل إنه أيضاً يعطي الشرعية للهجمات الساعية إلى ترويج الأخبار المثيرة وذات الدوافع السياسية.
جاء ذلك في بيان صدر عن الوكالة ردّاً على "تلميحات" صدرت عن البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء 28 من الشهر الجاري، في التقرير الخاص بإبراء الذمّة بشأن ميزانية الاتحاد الأوروبي للعام 2019، وورد في تلك "التلميحات" بحسب تعبير "أونروا" اشارة إلى أنّ الوكالة "تقوم بتدريس ونشر خطاب كراهية وتشجع العنف داخل مدارسها".
وقالت الوكالة في معرض ردّها، إنّها تشعر بخيبة أمل من اللغة التي اعتمدها البرلمان الأوروبي، مشيرةً إلى أنّ تلك الأقاويل "تسعى عمداً إلى تشويه سمعة الأونروا وإيذاء الشريحة الأشد ضعفاً في المجتمع وهي الأطفال الفلسطينيين".
وكان الاعلام "الإسرائيلي" قد احتفى بما بـ "قرار الادانة للأونروا في البرلمان الاوروبي" ونقلت قناة "كان" العبريّة، الأربعاء 29 أبريل/ نيسان، أنّ البرلمان الأوروبي اعتمد قراراً يُدين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على خلفية كتبها المدرسيّة والمواد التعليميّة التي تدرّسها للطلبة، في سابقةٍ خطيرةٍ تتعرّض لها الوكالة الأمميّة، وهو ما نفته الوكالة عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" فور صدوره.