كشفت " مجموعة الإنقاذ الموحّد للإغاثة الإنسانيّة" المعنيّة بمتابعة شؤون المهاجرين وطالبي اللجوء، تفاصيل جديدة حول وفاة للاجئة الفلسطينية السوريّة رجاء حسن على طريق الهجرة في بيلاروسيا بتاريخ 8 تشرين الثاني\ نوفمبر الجاري.
وأفادت المجموعة نقلاً عن رسائل صوتيّة أرسلتها اللاجئة الراحلة لعائلتها، إنّها أرادت العودة إلى سوريا، بعدما أدركت أنّ طريق الوصول باتجاه دول اللجوء الأوروبي عبر الحدود البولنديّة مستحيل، لذا قررت العودة إلى مينسيك على أن تعود منها إلى سوريا.
وقررت اللاجئة حسن والمجموعة التي كانت برفقتها، العودة إلى مينسك، ليجري اعتقالهم عند محطة القطار في مدينة " جردونا" القريبة من الحدود مع بولندا، وبعدها تمّ نقلهم إلى مدينة " سلونيم".
وبحسب أشخاص من المجموعة التي رافقت اللاجئة رجاء، فإنّ السلطات البيلاروسيّة وضعتهم في مخيّم جديد للمهاجرين، بينما كانت حالة اللاجئة الصحيّة متدهورة، بسبب مكوثها لأيّام في الغابة بلا طعام ولا شراب في أجواء باردة ودرجات حرارة مادون الصفر.
و بعد مضي نحو 4 ايّام، على وجودها بالمخيّم، جرى نقلها إلى المستشفى بعد أن ازدادت حالتها سوءاً، ولم يستطيعوا إسعافها، فتوفيت نحو الساعة الواحدة والنصف بتوقيت دمشق.
ولفتت " مجموعة الانقاذ الموحد" إلى أنّها حاولت التواصل مع المستشفى لمعرفة سبب وفاة اللاجئة حسن، الّا أنّ المستشفى تكتمت عن خبر موتها في البداية، وبعد ذلك رفض إعطاء تفاصيل إضافيّة، وقامت الشرطة بنقل الجثّة إلى مكان آخر.
وحسبما نقلت المجموعة عن عائلة اللاجئة، فإنّ أسرتها تابعت القضيّة مع سفير السلطة السلطة الفلسطينية في مينسيك، الذي أخبرهم أنّ السفارة اطلعت على تقرير الوفاة، ولم تظهر على الجثّة أي علامات تعذيب، ما يشير أنّ الوفاة سببها البرد والجوع.
واللاجئة الراحلة رجاء حسن من ابناء مخيّم النيرب في حلب، (43) عاماً، هي أم لأربعة أطفال حأكبرهم (22) 22 وأصغرهم (20) عام، وهم غير مصرح لهم بالسفر لكونهم مطلوبين للخدمة العسكرية، إضافة إلى طفلين صغيرين تركتهم في سوريا مع والدهم المصاب بمرض القلب. وذهبت لوحدها هرباً من الظروف المعيشيّة السيّئة في سوريا، بحثاً عن مستقبل أفضل لعائلتها.
ويشكّل طريق الهجرة عبر بيلاروسا، أحد أهم الوجهات حاليّاً للاجئين الفلسطينيين الفارين من الأوضاع في سوريا، بعد ارتفاع الطلب على الهجرة اثر تردي الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة، في موجة ثانية تشهدها سوريا منذ العام 2011.
وتقدّر أعداد العالقين حاليّاً عند الحدود البيلاروسيّة البولندية، من 15 إلى 18 الف طالب لجوء، بينهم العديد من فلسطينيي سوريا وقطاع غزّة، في ظل أوضاع مناخيّة قاسيّة، إضافة إلى حصرهم في منطقة الحدود ومنع السلطات البيلاروسيّة عودتهم إلى داخل أراضيها، وقمع حرس الحدود البولندي محاولات دخولهم إلى البلاد.