أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتصالاً هاتفياً مع الأمير صباح الخالد الحمد الصباح، رئيس مجلس وزراء دولة الكويت، حيث تمحوّر النقاش خلال الاتصال الهاتفي حول كيفية حشد دعم أكبر من دول الخليج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في ظل الأزمة الماليّة الخانقة التي تُعاني منها.
وناشد المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني في وقتٍ سابق، أعضاء مجلس جامعة الدول العربية من أجل تقديم الدعم والتمويل إلى اللاجئين الفلسطينيين ومساعدة الوكالة على "التصدي للمزاعم التي تسعى إلى تقويض حقوق لاجئي فلسطين" في وقت تتعرض فيه الأونروا "لهجمات ذات دوافع سياسية".
كما شدّد لازاريني في رسالةٍ وجهها إلى الموظفين بمُناسبة شهر رمضان، على أنّ الوضع المالي لوكالة "أونروا" هذا العام مليء بالتحديات، وعلى الرغم من الجهود الجماعية والمكثفة التي بذلت في جمع الأموال والتحكم في التكاليف في العام الماضي، إلا أننا قد اضطررنا مع بداية هذا العام إلى ترحيل مستحقات مالية بقيمة 62 مليون دولار أمريكي، وحتى اللحظة لم تتمكّن "أونروا" بعد من سداد التزاماتها بالكامل عن العام الماضي نظراً لأننا أعطينا الأولوية لضمان استمرارية الخدمات ودفع الرواتب عن الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام في موعدها.
وأشار لازاريني إلى أنّ التوقّعات المالية للسنة الحالية تتطلّب تبني إجراءات مبكّرة بهدف التحكّم في التكاليف وتخفيض الإنفاق لتجنب تعطل الخدمات أو التخلف عن سداد الدفعات المستحقة، وحالياً تقوم "أونروا" بمراجعة التدابير الواجب تبنيها في هذا الخصوص وأيّها سيكون لها أقل تأثير على الموظفين وعلى الخدمات المقدمة للاجئين.
وأكَّد لازاريني أنّ الوضع العام لمنظمة إنسانية مثل "أونروا" لهو أكثر تعقيداً الآن مقارنة مع العام الماضي، حيث كان للأزمات في أفغانستان والتي أعقبتها الآن الأزمة في أوكرانيا تأثيراً كبيراً على قيمة التمويل المقدّم من المانحين وعلى تكلفة شراء سلع أساسية مثل القمح والوقود والتي تعتبر سلع أساسية لوكالة "أونروا"، وأبلغنا عدد من المانحين أنهم لن يكونوا قادرين على توفير نفس المستوى من التمويل كما في العام الماضي بينما أشار آخرون أنهم سيضطرون إلى تأخير دفع الأموال التي تعهّدوا بها لوقت لاحق من هذا العام.
وفي تصريحٍ سابقٍ، قال الناطق باسم وكالة "أونروا" عدنان أبو حسنة، إنّ دعم الدول العربية للوكالة تراجع من 200 مليون دولار إلى 20 مليون دولار سنوياً.
وأوضح أبو حسنة، أنّ بريطانيا أيضاً خفّضت مساعداتها بنسبة 60%، وموارد وكالة الغوث لم تتطور ولم ترتفع الميزانية.
ولفت إلى أنّ ذلك مقابل ارتفاع عدد اللاجئين الفلسطينيين وزيادة متطلباتهم، وهو ما ينعكس سلباً على الدول المضيفة، وعلى اللاجئين، وعلى نوعية الخدمات وجودتها.
وأشار أبو حسنة إلى أنّ ميزانية 2022 لم تزد فلساً واحداً عن 2021، وسيسبب ذلك إشكالية كبرى في ظل زيادة نسب الفقر والاحتياجات وعدد اللاجئين الفلسطينيين، والتمويل المتوافر يكفي حتى مارس المقبل، وتأمل الوكالة بالحصول على تمويل إضافي.
وتُعاني وكالة "أونروا" من فجوة كبيرة في التمويل، إذ تسعى للحصول على 1.6 مليار دولار من المجتمع الدولي في عام 2022، لتمكينها من تغطية احتياجات الملايين من اللاجئين الفلسطينيين، وتأمين الخدمات والبرامج الحيوية المنقذة لحياتهم، والتي تشمل التعليم والصحة والمعونات الغذائيّة.