زار وفد من ضمّ سفراء وديبلوماسيّون أوروبيّون في لبنان، مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، برفقة مدير شؤون وكالة "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، وأطلع على أوضاع المخيّم وسير عملية إعادة الإعمار، والتحديات التي تواجهها.
وضمّ الوفد كلّ من سفيرة ايطاليا في لبنان نيكوليتا بومباردييري، سفير النرويج في لبنان مارتن يترفيك، ونائب رئيس بعثة السفارة السويسرية في لبنان ماجا مسمر مختار، إلى جانب مدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS)اليساندرا بيرماتي، رئيس قسم التعاون التنموي في السفارة السويدية في لبنان كريستوفر بورنيت-كارجيل ودبلوماسيّون آخرون.
وجال الوفد في المخيم، مطلّعاً على المباني التي أعيد بناؤها في "بلوك" 38 والتقى بعائلتين عادتا مؤخرا إلى منازلها التي أعيد بناؤها، و "ناقش الزوار مع العائلتين الأوضاع المعيشية وأعربت العائلتان عن ارتياحهما بعد الانتقال إلى البيوت الجديدة، واشارتا إلى أن ذلك ساعد في التخلص من عبء تكاليف الإيجار، وأعربت العائلتان عن أملهما في أن تعود العائلات التي ما تزال نازحة في وقت قريب جداً، حسبما نقل بيان "أونروا" حول الزيارة.
والتقى الوفد، بمثلين عن الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، ودار نقاش حول ضرورة استكمال إعادة إعمار مخيم نهر البارد، والظروف المعيشية الصعبة للاجئين الفلسطينيين ودعوا الدول المانحة إلى زيادة دعمها لوكالة "أونروا" واللاجئين الفلسطينيين استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان.
كما جرى لقاء جمع بين الوفد ومجموعة من شبان وشابات المخيّم، الذين تحدثوا عن دراستهم والمخاوف بشأن انعدام فرص العمل والمستقبل الغامض في ظل الظروف الراهنة، كما أثاروا مسألة حرمانهم من حقوقهم المدنية في لبنان، وعلى رأسها الحق في العمل، وحالة اليأس التي تدفع الكثير من الشباب إلى البحث عن الهجرة سواء كانت بشكل شرعي أو غير شرعي على الرغم من المخاطر التي يمكن أن تحملها هذه الهجرة.
من جهته، أعرب الوفد عن دعمه والتزامه تجاه اللاجئين الفلسطينيين ووكالة "اونروا"، على الرغم من التحديات المالية التي تواجهها دولهم خصوصا بسبب الأزمات الأخرى والحرب في أوكرانيا.
وتأتي الزيارة، مع مرور الذكرى الـ 15 لتدمير مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، إثر المعركة التي خاضها الجيش اللبناني مع مسلحي " فتح الإسلام" عام 2007، في حين لم تتخطّى نسبة إعادة الإعمار 60%.
وتبلغ تكلفة استكمال إعمار المخيّم 39 مليون دولار أمريكي، حسبما أعلن مسؤول وحدة إعادة الإعمار لدى وكالة "اونروا" جون وايت، الذي أكّد على أولوية استكمال الإعمار، وإنجاز نحو 85% منه خلال العام 2023 المقبل.