قضى الطفل (سمير ماهر أبو ستيتة) من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلاً أمس الثلاثاء 13 أيلول/ سبتمبر غرقاً على طريق الهجرة عبر مركب انطلق من سواحل لبنان باتجاه إيطاليا، فيما والداه اللذان كانا على متن المركب محتجزان لدى السلطات التركية.
الطفل أبو ستية يبلغ من العمر 3 سنوات وهو من ضمن 6 ضحايا غرقوا بينهم رضيعان وطفلان آخران وامرأة بعد أن وضع خفر السواحل اليوناني المهاجرين الذين كانوا على متن المركب في قوارب مطاطية ودفعهم باتجاه المياه الإقليمية التركية، حيث غرقت القوارب قبالة سواحل مرمريس في نقطة التقاء البحر المتوسط ببحر ايجة.
وقال خفر السواحل التركي في بيان له: إن 66 مهاجراً (33 من لبنان و30 من سوريا و3 من فلسطين) كانوا على متن 3 قوارب نجاة فيما استطاع الجانب التركي إنقاذ 7 أشخاص بينهم 4 فلسطينيين كانوا يمسكون بطوافة نجاة مطاطية واحدة، وتم انتشال 6 جثث لغرقى في عرض البحر وهم رضيعان و3 أطفال وامرأة سورية، وهناك 5 مفقودين ما يزال مصيرهم مجهولاً بينهم طفلان.
وأشار بيان خفر السواحل التركي إلى أنّ القارب الذي انطلق منه المهاجرون من لبنان، من طراز خشبي وطوله 15 متراً، وحمل على متنه 75 شخصاً، في 10 أيلول/ سبتمبر بغية الوصول إلى ايطاليا، وفق شهادات أخذها من الناجين، مضيفاً بأنه في 12 أيلول/ سبتمبر 2022 طلبوا المساعدة من الجانب اليوناني، بعد نفاد الوقود من مركبهم قبالة جزيرة "رودوس"، لكن خفر السواحل اليوناني وضعهم في 4 طوافات بعد أن أخذ مقتنياتهم ودفعهم باتجاه المياه الإقليمية التركية.
بين هؤلاء الغرقى طفل من #مخيم_شاتيلا ... هذا المركب كان على متنه عدد من أبناء المخيمات الفلسطينية في #لبنان تم إنقاذهم
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 14, 2022
فاجعة في عرض البحر pic.twitter.com/IPQ8gXF9O8
يأتي هذا في سياق حوادث عدة تكررت في الآونة الأخيرة، يتعرض لها لاجئون فلسطينيون من المخيمات الفلسطينية في لبنان يرتادون البحر طلباً للجوء في أوروبا، ما يعرضهم للغرق أو الاحتجاز في تركيا أو اليونان.
وتواصل السلطات التركية احتجاز لاجئين فلسطينيين من أبناء مخيّمات لبنان منذ تاريخ 1 أيلول/ سبتمبر الجاري، كانوا قد انطلقوا عبر مركب هجرة غير نظامي من السواحل اللبنانية، وجرت إعادتهم من قبل خفر السواحل اليوناني إلى تركيا.
وأفاد أقارب المحتجزين لبوابة اللاجئين الفلسطينيين" اليوم الأربعاء 14 أيلول/ سبتمبر أنّ 55 شخصاً بينهم عدد من اللاجئين الفلسطينيين، تحتجزهم السلطات التركية في دائرة الهجرة بولاية أزمير.
يأتي ذلك، وسط تواصل إبحار المراكب من لبنان، وسط تحذيرات من قبل ناشطين في شؤون متابعة مراكب الهجرة، من مخاطر الطرق البحريّة، وتضييقيات حرس الحدود اليوناني والإيطالي، والتي تسببت بغرق عدد من القوارب في أوقات سابقة.
وكان تحذيرات واسعة، أطلقها نشطاء في متابعة شؤون الهجرة عبر البحر المتوسط باتجاه أوروبا، من تهتّك المراكب التي تنطلق من لبنان، وعدم تحملها الأوزان الثقيلة، وعدم قدرتها على مصارعة الأمواج نظراً لصغر حجمها وخفّة وزنها، ولكونها تستخدم لأغراض الصيد لمسافات محددة.
وسجّلت خلال الأيام الفائتة، عدة حالات توقف لمراكب انطلقت من لبنان في المياه الإقليمية المالطيّة، وآخرها قارب يقل أكثر من 250 مهاجراً غير نظامي بينهم أطفال ونساء، انطلقوا من سواحل منطقة المنية شمال لبنان يوم 5 أيلول/ سبتمبر الفائت، ويقل مهاجرين من مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين ومن جنسيات سوريّة ولبنانية.
وكان خفر السواحل اليوناني قد أنقذ يوم 8 أيلول الجاري، مركباً علق في المياه المالطية وعلى متنه60 مهاجراً من لبنان، بعد أكثر من 4 أيام من المناشدات، وتردي أحوال الركّاب ما أدّى إلى وفاة طفلة.