عشرات اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة يعتريهم السخط والغضب بعد تسلمهم إخطارات من قبل وزارة الأشغال العامة والإسكان بإخلاء منازلهم ومنشآتهم مقابل تعويضات مالية لحساب إكمال مشروع "عنق الزجاجة" الذي يهدف إلى توسيع شارع البحر الرئيسي وربطه بشارع الرشيد.
يقول يوسف العوضي وهو صاحب منزل تلقى إخطاراً بإخلاء منزله لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الأهالي تفاجؤوا من وزارة الإسكان بتسليمهم إخطارات بإخلاء المنزل خلال أسبوعين، ونحن هنا نعاني منذ 60 عاماً، وبكل صراحة هذه نكبة ثانية، ويريدون تهجيرنا مرّة أخرى بعد أن تهجّرنا من بئر السبع المحتلة عام 198، مع تعويضنا بمبلغ 20% من ثمن هذا البيت.
ويُتابع العوضي: نحن في عمارة تبعد عن الشارع المقصود 31 متراً، والشارع الجديد يبعد مسافة 27 متراً ويصرون على هدم المباني البعيدة أصلاً عن كل الشارع، وجميع السكان في هذه المنطقة وضعتهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وأسكنتهم هنا منذ النكبة.
هي الحال ذاتها مع اللاجئ شادي عايش من نفس المنطقة المهددة بالهدم، يوضّح لموقعنا: "ذهبنا للبلدية قبل ذلك، وأخبرونا أن بيتنا بعيد عن المشروع، وعلى هذا الأساس دفعنا جميع الأموال المطلوبة منّا من تراخيص مياه وكهرباء، وهذا المشروع يمكن تنفيذه دون إلحاقنا بأي ضرر".
الهدف هو إزالة كل المنطقة وليس توسيع الشارع فحسب
أيضاً اللاجئ الفلسطيني عبد القادر الشريف صاحب صالة أفراح في المخيم وقد تلقى إخطاراً بإخلاء منشأته البعيدة كلياً عن مكان توسيع الشارع، بحسب ما يؤكد.
هو يقول: إنه يشجع توسيع الشارع ولكن ليس على حساب المنشآت والمنازل البعيدة عن مكان التوسيع وفق مخطط المشروع الموضوع، معتبراً أن إصرار الحكومة على هدم المنشآت البعيدة هدفه إزالة كل المنطقة وليس توسيع الشارع فحسب.
وتُشارك الشريف في هذا الرأي اللاجئة الفلسطينية زكية عايش، حيث أشارت لموقعنا إلى أن مخطط الشارع بعيد عن منزلها، "وبعد فترة قالوا لنا أنّ المشروع يشمل كل المنطقة من أجل توسيع الشارع، ولكن هل يكون ذلك على حسابنا وحساب منازلنا؟ يهجروننا ويأتون بسكّان يستفيدون من هذا المكان لمصلحة من؟ مع العلم أنّنا لا نعارض التوسعة، ولكن ليس على حساب أذيتنا، فنحن نرفض أي هجرة جديدة".
تضيف عايش: "كنّا متأملين نرجع على البلاد، ولكن اليوم لا نتأمل العودة إلى أي مكان بفعل هذا المشروع".
الاحتلال يحلم في اقتلاعنا من المخيم!
فيما يقول رمضان أبو سيف، وهو أيضًا صاحب منزل في المكان المستهدف: هذا الشارع يتسبّب بمضايقة الجميع، ولكن لماذا يزيلوننا من المنطقة ونحن الذين نتحمل الحروب والهجرة منذ 70 عاماً، ويريدون اقتلاع ابن المخيم من مخيمه، لماذا كل هذا؟ أين سنذهب؟ أين ستذهب صفة اللاجئ؟ لا سيما وأنّ الاحتلال يحلم في ذلك، لذلك لا يجوز أن نتهجّر فوق هجرتنا.
وزارة الأشغال تنظر للتظلمات بجدية
ورداً على كل ذلك، يقول ماجد صالح رئيس لجنة مشروع "عنق الزجاجة" في وزارة الأشغال بغزة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ القرار هو إزالة كل ما هو غرب الشارع الغربي لمخيم الشاطئ، حتى يتم فتح شارع مريح لمرور عامة الناس، حيث سيتم إزالة 32 منزلاً يكونون 60 وحدة سكنية، من ضمنها أربعة مرافق لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وأضاف صالح، أنّ الحكومة في غزّة وفّرت قطعة من الأرض لوكالة "أونروا" لإعادة بناء مرافقها التي ستُزال، وهذا ينطبق أيضاً على نادي مخيم الشاطئ، وإجمالاً تم صرف مبالغ كاملة لـ13 متضرراً، مشيراً إلى إلى أنّ الوزارة تتعامل مع جميع التظلّمات لأهالي هذه المنطقة بجديّة وشفافيّة كاملة.
وفي وقتٍ سابق، أعلن وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، عن البدء في تنفيذ مشروع شارع الرشيد في منطقة مُخيّم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.
وأوضح سرحان في بيانٍ له، أنّه ومنذ بداية العمل في مشروع شارع الرشيد كان هناك مخطط للعمل على توسعة الشارع في منطقة مخيم الشاطئ، وتمّ إجراء دراسة ورفعها للجنة المتابعة، وتشكيل لجان درست الوضع الموجود، وحصرته واعتمدت المشروع، حيث سيتمّ هدم جميع المنشآت الواقعة غربي الشارع.
وأكَّد سرحان أنّه سيتمّ تقديم خيارات عدّة للسكّان في المنطقة من أجل تعويضهم بأرض أو بأموال تكفي للبناء، وسيتمّ التقييم وفقاً لكل حالة، حيث تواصلت الوزارة مع السكّان في منطقة مُخيّم الشاطئ بخصوص مشروع شارع الرشيد، وكل ساكن يريد حقه كاملًا وهذا ما تسعى الوزارة إلى تحقيقه ومنحهم حقوقهم الكاملة.
ويُشار إلى أن مُخيّم الشاطئ يُعتبر ثالث مُخيّمات اللاجئين في قطاع غزّة، وواحد من أكثرها اكتظاظاً بالسكان، حسب "أونروا"، ويُعرف بهذا الاسم بسبب موقعه قبالة شاطئ البحر، ويُعد مسكناً لأكثر من 80 ألف لاجئ يسكنون جميعهم في بقعة لا تزيد مساحتها عن 0.52 كيلو متر مربع فقط.
اقرأ/ي أيضاً بيوت اللاجئين في مُخيّم الشاطئ تواجه خطر امتداد البحر