نظّم اتحاد العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في إقليم الضفة المحتلة، اليوم الأربعاء 26 أبريل/ نيسان، مؤتمراً شارك فيه مئات العاملين في وكالة "أونروا" بالضفة، وذلك ضمن فعاليات إضرابهم لمطالبة الوكالة بحقوقهم.
بدوره، قال ممثل عن المكتب التنفيذي للاجئين الفلسطينيين خلال المؤتمر، إنّ اللجان الشعبيّة في جميع مُخيّمات الضفة تقول بأعلى صوت اليوم أنّها مع الموظفين حتى نيل كافة المطالب والحقوق المشروعة لهم، ونؤكّد للمفوّض العام فيليب لازاريني أنّ موقفنا واضح بأنّنا مع اتحاد الموظفين قلباً وقالباً، ونتمسّك بكافة خدمات وكالة "أونروا" رغم أنّها دلالة رمزية من الوكالة الشاهد الوحيد لأكبر عملية تطهير عرقي حدثت في العام 1948، حين هُجرنا قسراً على أيدي عصابات الاحتلال.
وعاهد المتحدّث كافة الموظفين، بأنّ الأسبوع القادم سيشهد خطوات تصعيديّة من أجل الضغط على الوكالة والاستجابة لمطالب العاملين، ولرفض سياسة تقليص الخدمات المقدّمة للاجئين الفلسطينيين في المخيمات، حيث ستكون الخطوات على أرض الواقع في المخيمات ومراكز المدن.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه المئات من العاملين، أكَّد أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، إنّ حقوق موظفي "أونروا" مقدسّة، لذلك من غير المقبول حالة اللامبالاة التي تمارسها إدارة وكالة "أونروا" تجاه العاملين وحقوقهم.
وأوضح سعد، أنّ كل المؤامرات التي تحاك ضد موظفي "أونروا" تتحطّم على صخرة وحدتهم والتفافهم حول اتحاد الموظفين الذي يخوض نضالاً مطلبياً منذ سنوات من أجل انتزاع حقوق جميع العاملين.
وبيّن سعد، أنّ أبناء المخيمات يعانون الأمرين بفعل هذه الأزمة، لا سيما وأنّ هناك مؤامرة تشارك فيها عدة أطراف من أجل انهاء حق العودة لأبناء هذه المخيمات، مُشيراً إلى أنّ القوانين تحرّم قطع رواتب العاملين كما حصل مع موظفي "أونروا" وخاصّة في شهر رمضان، لذلك فإنّ كل إجراءات مفوّض "أونروا" فيليب لازاريني مدانة ومرفوضة لأنها تهدف لتركيع الموظفين وافراغ المؤسسة الأممية من مضمونها.
ومن جهته، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنيّة مصطفى البرغوثي، إنّ الحركة مع مطالب الموظفين في وكالة "أونروا" لأنّها مطالب عادلة ومشروعة، وذلك تعبيراً عن وقوفنا في وجه المؤامرات الخطيرة التي تدور ضد وجود وكالة "أونروا" وحق اللاجئين في العودة، مُؤكداً أنّ دفاع الموظفين عن حقوقهم هو دفاع عن حقوق جميع اللاجئين الفلسطينيين.
وبيّن البرغوثي، أنّ وكالة "أونروا" تتعرّض لمؤامرة تلو الأخرى من أجل تصفيتها، إلّا أنّ كل هذه المؤامرات فشلت بسبب صمود اللاجئين الفلسطينيين وتمسّكهم بكامل حقوقهم.
يوم أمس، كشف مصدر خاص في اتحاد الموظفين بوكالة "أونروا" بالضفة المحتلة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ عدداً من موظفي "أونروا" شرعوا بإضرابٍ مفتوح عن الطعام، وذلك احتجاجاً على سياسات وتعنّت إدارة وكالة "أونروا" تجاه تلبية مطالب العاملين في إقليم الضفة.
وبحسب المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه، فإنّ الموظّف وعضو اتحاد الموظفين إبراهيم زواهرة، والموظّف صلاح حسين رشيد صالح، شرعا بإضرابٍ عن الطعام إلى حين تلبية مطالب الموظفين العادلة، والتي تتعنّت إدارة "أونروا" بالضفة في الاستجابة لها في ظل استمرار الاضراب الشامل منذ قرابة 70 يوماً.
وشدّد المصدر، أنّ زواهرة بدأ إضرابه اليوم من مقر كلية دار المعلمين برام الله، والموظّف صالح بدأ إضرابه من مقر رئاسة "أونروا" في حي الشيخ جراح بالقدس، مُؤكداً أنّ الاضراب مستمر والنضال النقابي سيستمر أيضاً حتى يتم تعرية فساد بعض مدراء وكالة "أونروا" وعلى رأسهم المفوّض العام فيليب لازاريني في التواطؤ على حقوق الموظفين واللاجئين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأزمة المستمرة، تنعكس سلباً وبشكلٍ خطير على مُخيّمات اللاجئين في الضفة المحتلة، إذ توقّفت خدمات "أونروا" وأصبحت شوارع المُخيّمات تعج بالنفايات، وسط تحذيراتٍ من جهاتٍ عدّة من خطر تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنتشر فيها الأمراض والأوبئة.
ومُؤخراً، أصدر بوابة اللاجئين الفلسطينيين ورقة موقف تسلّط الضوء على "إضراب موظفي "أونروا" في وجه ابتزاز الوكالة".
وتفجّرت الأزمة من جديد يوم الجمعة 3 آذار/ مارس، حيث أعلن الاتحاد عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا"، كاشفاً أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.