شنّت قوات الاحتلال الصهيوني، الليلة، عدواناً واسعاً على مُخيّم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة أريحا بالضفة المحتلة، وعاثت خلاله خراباً واسعاً في المُخيّم.
وأفاد أحد النشطاء في المُخيّم الذي رفض الكشف عن اسمه، بأنّ أكثر من 120 آلية عسكرية اقتحمت مُخيّم عقبة جبر من عدّة محاور مدعومة بجرافات عسكرية كبيرة أغلقت مداخل المُخيّم من جميع اتجاهات، فيما انتشر جنود الاحتلال في شوارع وأزقة المُخيّم واعتلى عدد من القناصة أسطح المنازل داخل المُخيّم.
وبيّن الناشط لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ قوات الاحتلال داهمت وحاصرت عشرات المنازل في مُخيّم عقبة جبر وقامت بحملة تفتيش بداخلها، وعاثت فيها فساداً وتخريباً ونكّلت بالسكّان الذين أجبرتهم على الخروج من بيوتهم إلى الشوارع قبل أن يفرغ جنود الاحتلال المنازل من سكّانها بادّعاء البحث عن مطلوبين.
وخلال الاقتحام الموسّع، أشار الناشط أنّ أكثر من 20 شاباً أصيبوا بجراحٍ مختلفة بينهم إصابات بالرصاص الحي وأحدهم وصفت حالته بالحرجة، إلى جانب حالة الرعب والهلع التي تسبّبت فيها قوات الاحتلال لأهالي المُخيّم وخاصّة لدى الأطفال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينياً من مُخيّم عقبة جبر، وهم: عمر ناصر الحناوي، ومحمد عيسى حجاج، ومحمد عادل شرف، وإياد حميدات، ومحمد فوزي عوضات، وإبراهيم يوسف ياغي، وعلاء البيطار، ومحمد فواز بلهان، ورمزي فواز بلهان، وفايز رمزي بلهان، ورامز يحيى الجمال، وزيد محمد رسلان، وإبراهيم العالم، وعلاء أبو عطا، وجميعهم من مناطق متفرّقة داخل المُخيّم، بحسب الناشط.
ولفت الناشط إلى أنّ قوات الاحتلال داهمت أكثر من 30 منزلاً بينهم منزل محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل وأبناءه، فيما حاصرت منزل أحد المطاردين وأطلقت عليه عدّة صواريخ "أنيرجا" وتصاعدت أعمدة الدخان من داخل المنزل، وفي أعقاب ذلك منعت قوات الاحتلال مركبات الاسعاف والطواقم الصحفية من الدخول باتجاه المنزل المستهدف، كما عزّزت تواجدها بآلياتٍ عسكريةٍ ثقيلة في محيط المنزل.
وخلال هذا العدوان، أوضح الناشط في ختام حديثه لـ"بوابة اللاجئين"، أنّ قوات الاحتلال تعرّضت لإطلاق نار كثيف واندلعت اشتباكات عنيفة وسمعت أصوات الرصاص وانفجارات قوية في المُخيّم، قبل أن ينسحب جنود الاحتلال من داخل شوارع وأزقّة المُخيّم، مُؤكداً أنّ المُخيّم أصبح عنواناً لانتهاكات الاحتلال المستمرة، وخاصّة خلال الأشهر الأخيرة التي تصاعدت فيها أعمال المقاومة المنطلقة من مُخيّم عقبة جبر.
وذكرت القناة 14 العبرية، الليلة، أنّ قوات من وحدات "دوفدفان وماجلان وايغوز وأسود الأغوار" نفذوا نشاطاً عسكرياً واسع النطاق في مُخيّم عقبة جبر بمنطقة أريحا لاعتقال عدد كبير من المسلحين، ودارت في المنطقة اشتباكات عنيفة.
وصباح الأوّل من مايو الجاري، استشهد الفتى جبريل محمد اللدعة (17 عاماً) بعد إصابته برصاصة مباشرة في الرأس جرّاء عدوان الاحتلال على مُخيّم عقبة جبر، إلى جانب إصابة 6 فلسطينيين، وصفت جروح 3 منهم بالخطيرة.
وخلال الأشهر الأربعة الماضية، تصاعد اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني لمُخيّم عقبة جبر، وتسفر الاقتحامات شبه اليومية عن شهداء وجرحى ومعتقلين، حيث ارتقى في المُخيّم 2 من الشبّان خلال شهر أبريل الماضي.
كما شهد مُخيّم عقبة جبر عدد من الاعتقالات بمجموع 19 معتقلاً خلال أبريل الماضي، و38 إصابة مختلفة، و42 عملية اقتحامٍ ومداهمة خلال ذات الشهر، وذلك وفق الرصد الشهري الذي يعدّه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
وتأسّس مُخيّم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين إبان النكبة عام 1948 على مسافة 3 كيلومترات إلى الجنوب الغربي من أريحا، وينحدر سكّانه من قرابة 300 قرية شمال حيفا بالإضافة إلى مناطق غزة والخليل.