احتجزت السلطات التركية في مدينة إسطنبول اللاجئين الفلسطينيين محمد يسار عرب، وأيمن محمد الصالح –وهما من المهجرين من سوريا-خلال عودتهما من عملهما، وذلك ضمن الحملة التي تشنها السلطات على المخالفين لشروط الإقامة في البلاد.
وأكد ناشطون فلسطينيون سوريون في اسطنبول، أنّ اللاجئين الفلسطينيين المحتجزين يحملان جواز سفر السلطة الفلسطينية، الى جانب وثيقة سفر اللاجئين الصادرة من سوريا، ولكن لا يمتلكان إقامة، ومهددان بالترحيل إلى الشمال السوري.
وكانت السلطات التركية قد رحلت أول فلسطيني سوري مهجر من سوريا، وهو أحمد عباس عبد الله، يوم الأحد 9 تموز/ يوليو، إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، في حالة هي الأولى من نوعها لفلسطيني، منذ بدء أزمة اللجوء والتهجير قبل سنوات.
وتشن السلطات التركية، منذ منتصف حزيران/ يونيو الفائت، حملة وصفت بغير المسبوقة، لتوقيف المخالفين لشروط الإقامة، شملت اللاجئين السوريين والفلسطينيين غير الحاصلين على بطاقة "الكملك" أو نوع من أنواع الإقامة التركية.
وكان مراسلنا في الشمال السوري، قد أشار في وقت سابق إلى أنّ عملية الترحيل تشير إلى أنّ السلطات التركية لم تعد تأبه بالأوراق التي يحملها الفلسطيني في تركيا، سواء وثيقة سفر اللاجئين، أو حتى جواز سفر السلطة الفلسطينية فيما كانت في السابق تغض النظر عن ترحيل الفلسطينيين وتكتفي بإطلاق سراحهم بعد أيام من الاحتجاز.
يأتي ذلك، وسط تحذيرات واسعة من خطورة التجول في المناطق التركية، نظراً لانتشار كمائن الدرك والجندرما، في إطار تنفيذ عمليات توقيف اللاجئين.
وكان الناشط الفلسطيني المهجر من مخيم اليرموك إلى تركيا باتر تميم، قد عبّر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين في وقت سابق، عن الهواجس التي يعيشها فلسطينيو سوريا هناك، في ظل وضع قانوني شائك منذ سنوات، ومعقد "بسبب الفشل في استصدار قرار حكومي رسمي يعترف به كلاجئ في تركيا أولاً، وعدم وجود قانون يُعرف حالته كلاجئ من سوريا بلد لجوئه الأول، إلى تركيا بلد لجوئه الثاني وهو المعرَّف بلا وطن حسب القانون الدولي".
وأضاف تميم، أنّه خلال السنوات الماضية تم ترحيل عدد من الفلسطينيين السوريين إلى شمال سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة السوريّة، ورغم محدودية تلك الحالات، إلا أنها حدثت فعلاً، ويخشى الفلسطينيون السوريون من توسع عمليات الترحيل تلك مما يشكل خطراً على حيواتهم وأبنائهم نظراً لعدم استقرار الوضع الأمني والمعيشي والخدمي في الشمال السوري، والمستقبل السياسي والعسكري الغامض لتلك المنطقة. حسبما أشار.
اقرأ/ي أيضاً: فلسطينيو سوريا في تركيا ولبنان… واقع قانوني مظلم ومصير مجهول