اعتصم عدد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شاتيلا بالعاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس 20 تموز/ يوليو أمام مركز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المخيم، رفضاً لمشروع التحقق الرقمي الذي أطلقته الوكالة "e Unrwa".
وجاء الاعتصام تحت عنوان "لسنا أرقاماً" بدعوة من لجان حق العودة (حق)، عبّر عن رفض للمشروع الذي أطلقته الوكالة، ويعنى بالتحقق الرقمي ويبدأ بفلسطينيي سوريا المهجرين من لبنان، لإثارته مخاوف سياسية وأمنية، حسبما يرى المنظمون.
اعتصام شاتيلا، هو الثاني من نوعه في هذا السياق، بعد وقفة حاشدة جرت في مخيم برج البراجنة يوم الإثنين الفائت 17 من تموز/ يوليو الجاري، لذات الأسباب وتحت ذات العنوان، وجرى في كلا الاعتصامين، توقيع عريضة رافضة للمشروع، وتدعو الوكالة لإقرار مطالب اللاجئين الفلسطينيين، بخطة إغاثية شاملة، وتوسيع دائرة التقديمات المالية، نظراً لكون كافة اللاجئين في لبنان يقعون تحت خط العوز الشديد بنسبة فقر بلغت 93%.
وحول أسباب رفض المشروع، اعتبر الناشط في لجان "حق" أحمد سخنيني، في تعليق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أنّ عملية التحقق الرقمي ولغة الأرقام أخطر من مجرد عملية إحصائية، بل لها توظيفات سياسية وأمنية تخلق مخاوف مشروعة، خصوصاً بعد تجديد اتفاق الإطار مع الولايات المتحدة الأمريكية، والقيام بعملية نقل الأرشيف من رئاسة الوكالة في عمان إلى مقر "أسكوا" في بيروت.
واستهجن سخنيني، قدرة الوكالة على توفير موازنة لبناء مشروع التحقق الرقمي، في وقت تتذرع بالعجز المالي، لتوفير أدنى متطلبات وحقوق اللاجئين بالاستشفاء الشامل، وخصوصاً لمرضى السرطان وأصحاب الأمراض المزمنة، وتوفير أموال لترميم المنازل الآيلة للسقوط، أو الاستجابة لمطالب أهالي مخيم نهر البارد الذي لم تستكمل إعادة اعماره بعد.
وقال: إنّ الوكالة تحرم الشريحة العمرية الأوسع، من شعبنا في لبنان (من عمر 19 حتى 59)، ولا تقدمها بشكل شهري منتظم بمواعيد ثابتة، وأمام واقع يفتقد المقومات الإنسانية الأساسية.
ويخشى الرافضون للمشروع، أن تكرّس عملية التحقق الرقمي، حرمان الشريحة الأكبر من اللاجئين من المساعدات، وأن يكون مقدمة لتقليص أعداد المستفيدين تدريجياً، في سياق شطب الوكالة والحقوق الفلسطينية. حسب بيان "حق"
يذكر أنّ المديرة العامة لوكالة "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس"، كانت قد تحدثت عن إطلاق الوكالة لتطبيق " eUMRWA" في نهاية شهر تموز/ يوليو الجاري.
وحول المشروع أوضحت كلاوس خلال لقاء أجرته مع اهالي مخيم البداوي وممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية في المخيم يوم 13 من تموز الجاري، "أن التحقق الرقمي يهدف إلى ضمان أن المساعدة النقدية تصل إلى الأشخاص المستحقين فقط الذين تم التحقق من أنهم على قيد الحياة ويقيمون حاليًا في لبنان."
واعتبرت كلاوس، أنّ التطبيق قد يساهم في كسب ثقة المانحين، وقالت: إنّه "من المأمول أن تزداد ثقة المانحين من خلال هذا التدخل لدعم حشد تمويل إضافي للمساعدة النقدية التي تزداد الحاجة إليها".
وفصلت كلاوس بين التسجيل في وكالة "أونروا" وبين عملية التحقق الرقمي، وقالت: إنّ "التسجيل لدى الأونروا هو عملية منفصلة عن التحقق الرقمي، وهو الآن متاح لأي لاجئ فلسطيني في اي مكان في العالم في أي وقت حيث يمكن الدخول إلى منصة تسجيل "eUNRWA" وسوف يُسهل هذا التسجيل الوصول إلى خدمات الأونروا في المستقبل، على أن تستهدف العملية بشكل أولي الفلسطينيين في لبنان والمهجرين من سوريا، حسب قولها.
اقرأ/ي أيضاً: "أونروا" تطلق عملية التحقق الرقمي للاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان