استأنفت العائلات التي لم يُستكمل إعمار منازلها في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، حراكها الاحتجاجي لمطالبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بتسريع عملية إعادة الإعمار، ورفضاً لما وصفته "لا مبالاة الوكالة وتجاهلها لمعاناتهم" حسبما جاء في تصريح صادر عن العائلات.
وتغلق العائلات لليوم الثالث على التوالي، مكتب "الديزاين" التابع للوكالة وسط المخيم، داعية إلى تحقيق مطالبها المتمثلة بإنهاء حالة النزوح التي تعيشها منذ عام 2007.
ولوّح الأهالي بالتصعيد تجاه الوكالة "تحت ضغط الظروف المأساوية القاهرة، ونهج الاستخفاف بالعائلات المنكوبة"
وجاء تحرك الأهالي، بعد وعود قطعتها الوكالة خلال اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة "أونروا" الذي شهدته بيروت خلال حزيران/ يونيو الفائت، وأكدت خلاله بالسعي من أجل الحصول على تمويل لاستكمال إعادة الاعمار.
وكانت المتحدثة باسم الوكالة في لبنان هدى السمرا، قد قالت في وقت سابق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ اعمار مخيم نهر البارد، شارف على نهايته وأنّ النسبة المتبقية التي تحتاج الى إعمار تبلغ 9% من عموم المخيم، وتحتاج إلى مبلغ 37 مليون دولار، وتبذل الوكالة جهوداً حثيثة مع الدول المانحة لتوفيرها.
اقرأ/ي ايضاً : 9% من مخيم نهر البارد لم يتم إعماره ويحتاج إلى 37 مليون دولار
وتسود حالة من عدم الثقة في صفوف الأهالي الذين لم تعمّر منازلهم، تجاه وكالة "أونروا" وما تصدره من بيانات وتصريحات، وذلك بعد 16 عاماً على تدمير المخيم، وتجاوز مهلة إنهاء إعادة الاعمار نحو 10 سنوات، منذ انطلاق مؤتمر المانحين في فيينا عام 2008، وتحديده جدولاً زمنياً لإعادة الاعمار حتى 2013 .
وكان الناشط في الحراك الشعبي لأهالي مخيم نهر البارد حسام شعبان قد أشار في حديث سابق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنّ "الثقة بإدارة الأونروا وصلت إلى نقطة الصفر، خصوصاً أن هذه الإدارة، كما أفادت المديرة العامة، باتت تبحث عن حلول بديلة عن إعمار ما تبقى من المخيم، مثل التعويض المالي على السكان أو نقل بيوتهم إلى أراض يتم شراؤها في مكان آخر"
ووصف شعبان، اللقاءات بين الأهالي والإدارة على مدى السنوات والأشهر الفائتة بـ "الفولكلورية" أي أنها لم ترق لتكون لقاءات عمل فعلية وذات مردود حقيقي، وأنّ "الوكالة تحاول ادعاء الشفافية من خلال تلك اللقاءات، إلّا أنّ الحراك يحصل على معلوماته حول إعادة الإعمار من جهات خارج الوكالة" حسب قوله.
اقرأ/ي أيضاً: إعادة إعمار مخيم "نهر البارد" تجاوز جدوله الزمني بعقد كامل