مخيم عين الحلوة: فلسطينيون يجهزون حقائبهم ترقباً لمآلات مجهولة

الأربعاء 23 اغسطس 2023
مدرسة تابعة لوكالة الأونروا تضررت جراء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة
مدرسة تابعة لوكالة الأونروا تضررت جراء الاشتباكات في مخيم عين الحلوة

لم يبدد بيان هيئة العمل المشترك وإعلانه تسليم المتورطين في الاغتيالات التي أشعلت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان حالة التشنج المتواصل بين الأطراف المتصارعة، ولم يطمئن اللاجئون الفلسطينيون في المخيم بعد، لجهة عدم تكرار سيناريو المعارك وتشريدهم من منازلهم، وخسارة المزيد من ممتلكاتهم مجدداً.

ذلك ما يكاد يجمع عليه سكان الأحياء المتوترة والمحاذية لنقاط التوتر، التي ما تزال تشهد حالات استفزاز متبادلة بين عناصر تجمع "الشباب المسلم" وعناصر الأمن الوطني وحركة فتح، المتمركزين في نقاط متقابلة عند محوري الطوارئ " البركسات" والتعمير، وكذلك حي "بستان القدس" الذي شهد ليل أمس الثلاثاء اعتداءات بالحجارة على منازله وسكانه.

السكان غير واثقين من عدم تفجر الاشتباكات مجدداً فيما تستنفر كافة الأطراف وتمارس عمليات استفزاز ضد بعضها البعض

ولم يشر اجتماع الأمس الذي ناقش نتائج أوّل تقرير للجنة التحقيق المكلفة بحوادث الاغتيال إلى تفاصيل ما توصلت إليه اللجنة حول أسماء المتورطين في عمليات الاغتيال، إنما أشار إلى "آليات متابعة، تبدأ بتسليم المشتبه بهم بجريمة الاغتيال، وكل من تظهره التحقيقات بمرجعية الدولة اللبنانية إلى القضاء اللبناني."

مصادر سياسية حضرت الاجتماع، نقلت أنّ أسماء جرى تقديمها للأجهزة الأمنية اللبنانية، متورطة في حوادث الاغتيال، 7 منهم من تنظيم " الشباب المسلم" العديد منهم غير فلسطينيين، فيما تزال آليات تسليمهم غير واضحة، وما إذا كان يتطلب ذلك عملية عسكرية.

اقرأ/ي أيضاً:  الاتفاق على تسليم المتهمين بالاغتيالات في مخيم عين الحلوة

اللاجئ " أبو ثائر" أحد سكان منطقة بستان القدس، عاد إلى الحي مساء أمس بعد صدور بيان هيئة العمل المشترك، وهو كان قد غادر برفقة عائلته سابقاً خوفاً من تجدد المعارك، وأشار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنّ السكان يعيشون حالة تشرد وضياع، وغير واثقين من عدم تفجر الأوضاع مرّة ثانية، فيما تستنفر كافة الأطراف وتمارس عمليات استفزاز ضد بعضها.

يقول أبو ثائر: إنّ عائلته تجهز حقيبة فيها غيارات ومستلزمات حياتية والأوراق الثبوتية وكل ما تملك من نقود من أجل ساعة الهرب، معبراً عن غضبه مما يحدث: "هذه ليست حياة التي تفرضها علينا مجموعات مسلحة فالتة، ولا أحد يريد أن يقول لنا إلى متى تستمر هذه الحالة".

عمليات استفزاز بين طرفي القتال في حي البستان ونزوح لبعض الأهالي

وشهد حي بستان القدس خلال الساعات المتأخرة من ليل أمس، عمليات استفزاز قام بها عناصر من تجمع "الشباب المسلم" حيث قاموا بإلقاء الحجارة بكثافة باتجاه الحي ومنازله ما أدى إلى تضرر عدد من السيارات، حسبما أكد لاجئون فلسطينيون لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

وكان الحي قد شهد عدّة حالات نزوح للأهالي، قبيل انتهاء اجتماع الهيئة أمس، فيما تواصل العديد من العائلات نزوحها، وتتخوف من العودة نظراً لكون الحي واحداً من نقاط التماس التي تفصل عناصر حركة فتح عن عناصر تجمع "الشباب المسلم" المتطرف.

وتستمر حالة التشنج الملحوظة على كافة محاور "البركسات/ الطوارئ" والتعمير، حيث سجّل عند الساعة 12 بعد منتصف ليل الثلاثاء فجر الأربعاء، انفجار قنبلة بالقرب من مجمع المدارس في منطقة التعمير.

حي الطوارئ.jpg
حي الطوارئ - اليوم الأربعاء 23/8/2023

مصادر محليّة أكدت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ القنبلة انفجرت في الشارع التي توجد فيه مدرسة السموع التابعة لوكالة "أونروا" ويتحصن فيها عناصر حركة "فتح"، في وقت أشارت المصادر إلى اتهامات متبادلة من قبل الطرفين برمي القنبلة التي لم تؤدي إلى وقوع إصابات.

التعمير شارع المدارس.jpg
التعمير - شارع المدارس

ميدانياً، تواصل الأطراف المتصارعة، تعزيزاتها الأمنية عند نقاط التماس، بعد صدور بيان الهيئة أمس الثلاثاء، الذي شدد على ضرورة تسليم المتهمين في حالات الاغتيال التي فجرت المعارك في المخيم يوم 30 تموز/ يوليو الفائت.

وتواصل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تعليق بعض خدماتها في مخيم عين الحلوة، إثر استمرار احتلال مسلحين لمدارسها في المخيم، حيث وصل عدد المدارس المحتلّة من قبل مسلحين 8 مدارس، وسط تخوفات من تجدد المعارك، فيما تنحو وكالة "أونروا" الى تأجيل العام الدراسي المقبل.

وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في 30 تموز/ يوليو الماضي في المخيم، استمرت لأربعة أيام بين عناصر من حركة فتح وآخرين من تجمع "الشباب المسلم"، أسفرت عن 13 قتيلاً وعشرات الجرحى ودمار واسع في البيوت والممتلكات.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد