اقتحم العشرات من جنود الاحتلال "الإسرائيلي"، فجر أمس الجمعة 1 سبتمبر/ أيلول، مخيم دير عمار للاجئين الفلسطينيين غرب رام الله بالضفة المحتلة، وحاصروا منزل الشهيد داوود فارس درس منفذ عملية حاجز بيت سيرا أوّل أمس الخميس.
وداهم جنود الاحتلال منزل الشهيد في مخيم دير عمار، وأخذوا قياساته تمهيداً لهدمه، وتعمدوا تخريب محتويات وأثاث المنزل، إلّا أنّهم لم يستطيعوا هدم المنزل في حينه لالتصاقه بشققٍ أخرى.
وعصر أمس الجمعة، شارك مئات الفلسطينيين في مسيرةٍ وجنازةٍ رمزية للشهيد داوود عبد الرازق درس (41 عاماً) في مسقط رأسه بمخيم دير عمار غرب رام الله، حيث إنّ جيش الاحتلال اختطف جثمانه بعد استشهاده.
صور ا جنازة رمزية للشهيد داوود درس والذي ارتقى برصاص الاحتلال إثر تنفيذه عملية دهس قرب حاجز عسكري مقام قرب قرية بيت سيرا أسفرت عن مقتل جندي "إسرائيلي" وإصابة آخرين pic.twitter.com/g6qZgcR1i3
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) September 1, 2023
هكذا واجه الشهيد داوود درس اعتداءت الاحتلال قبل تنفيذ عملية الدهس
وقال رئيس اللجنة الشعبيّة في مخيم دير عمار حسن صافي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ قوات الاحتلال عاثت خراباً وفساداً في منزل الشهيد، الذي لم يسلم قبل استشهاده من اعتداءات وجرائم الاحتلال، حيث اعتدى جنود الاحتلال على الشاب داوود ثلاثة مرات في أوقاتٍ سابقة.
وقال صافي: "الشهيد داوود كان عاملاً ويعيل أسرته وفيها أشخاص من ذوي الإعاقة، وأوّل أمس دمّر جنود الاحتلال محتويات المنزل في المخيم الذي يشهد اقتحامات واعتداءات متكرّرة من جيش الاحتلال الذي لا يرحم أي مخيم من مخيمات اللاجئين بالضفة المحتلة".
وأشار صافي إلى أنّ مواجهات اندلعت إثر تصدي شبان المخيم لجنود الاحتلال "الإسرائيلي" أمس الأول، ما أفشل أهداف الاحتلال، فيما يشهد المخيم في الوقت الحالي حالة من الهدوء النسبي.
عن مخيم دير عمار
وحول أوضاع المخيم وأحوال السكّان فيه، أوضح صافي أنّ الأوضاع المعيشيّة لسكّان مخيم دير عمار متوسطة، وكبقية سكّان المخيمات الفلسطينيّة يعانون من ظروف صعبة بفعل العوامل المختلفة وعلى رأسها الاحتلال وعدوانه المستمر على المخيمات.
وقال: إنّ مخيم دير عمار من أوائل المخيمات التي تم بناؤها عقب النكبة عام 1948، كان في البداية من مسؤولية الصليب الأحمر الدولي، حيث وضع خياماً للأهالي الذين هجروا من (بيت نبالا، ودير طريف، والطيرة، وعرب أبو الفضل، والساقية، واللد، والرملة).
وكان عدد اللاجئين في بداية الهجرة -بحسب صافي- 15 ألف لاجئ، وبحكم بعده عن المدينة وعن أماكن العمل والتجارة، هاجر عدد من السكّان من داخل المخيم إلى خارجه، وفي الوقت الحالي هناك قرابة 3500 لاجئ فلسطيني يسكنون في المخيم على مساحة 67 دونماً.
وأردف صافي: بسبب الأحوال الاقتصادية المعروفة للجميع، فإنّ بعض أبناء المخيم يعملون في فلسطين المحتلة عام 1948 لتحصيل لقمة العيش لأطفالهم "وهي لقمة مغمسة بالدم"، وبعض السكّان يعملون في الفلاحة وزراعة الأرض والبناء وغيرها من المهن، وهناك من يعمل في بعض الوظائف سواء وظائف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أو في الأجهزة الأمنية.
ويقع مخيم دير عمار على بعد 20 كيلو مترًا شمال غرب مدينة رام الله على مقربة من قرية دير عمار، ويُعاني المخيم ككثيرٍ من المُخيّمات الفلسطينيّة من تحدياتٍ كثيرة أبرزها ما يتعلّق بالصرف الصحي وجودة الشوارع، والعزلة الجغرافيّة النسبيّة التي تشكّل صعوبة في التنقّل لبعض السكّان.